
لحسن سكور
أكد عبد العزيز الرماني الخبير في الاقتصاد الاجتماعي أن سياسة الجزائر فيما يتعلق بالمخدرات يمكن ان تنعش الشبكات الإجرامية و المنظمات الإرهابية و و منظمات التهريب ، مضيفا أن لهذه السياسة عواقب وخيمة على أمن و استقرار المنطقة ، وتعرقل مسار التنمية و جهود السلم الأممية .
و أضاف الرماني الذي كان يتكلم في برنامج “ضيف اليوم” على قناة ميدي آن تي في ” أن الجزائر اختارت منحى و اختيارات ،لا تتماشى مع طموحات شعبها و لا طموحات جيرانها “، مؤكدا ان ما يحتاج إليه الشعب الجزائري الآن هو تنمية داخلية ، إذ لا يعقل ان بلد كالجزائر له ما يكفي من الخيرات في مجال النفط و الغاز ، لا يمكن ان يفكر حاليا في التوزيع العادل للثروات”
و أوضح الخبير في الاقتصاد الاجتماعي أنه في الوقت الذي اتجه المغرب نحو تقليص المساحات المزروعة ، اتجهت الجزائر تطوير زراعة الافيون ، و إغراق السوق المغربية بالأقراص المهلوسة ، و هذا يذمر عائلات بأكملها” ، مؤكدا أن المغرب “قدم التزامات على المستوى الاممي مرتبطة بتقليص المساحات المزروعة من القنب الهندي ، ترجمها بسياسة طموحة ترتكز على تقليص المساحات و التوعية بمخاطر المخدرات على استقرار المنطقة ”
و عن الخسائر التي يتكبدها المغرب جراء محاربة المخدرات ، قال الرماني إن إن ذلك يشكل عبء كبير على الدولة التي تعبىء باستمرار موارد بشرية هائلة لهذا الغرض ، و هي موارد يمكن أن تتم تعبئتها في تنمية البلاد ، هناك موارد لوجيستيكية و مالية مهمة ، وسائل لتمويل الدراسات و البحوث ” .
يذكر أن الحكومة المغربية ردت بقوة على اتهامات مسؤولين جزائريين بخصوص المخدرات ، حيث عقد محمد حصاد وزير الداخلية ومصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة والشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، صباح الأربعاءالماضي لقاء مع الصحافة الوطنية و الدولية ، أكدوا فيه أن المغرب عالج قضية زراعة القنب الهندي بكل شفافية وحزم، واصفا اتهامات المسؤولين الجزائريين “بالمزايدة العقيمة.”
و أكد حصاد في اللقاء الصحفي أن المجهودات التي تقوم بها السلطات المغربية لمحاربة شبكات الاتجار بالمخدرات، خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، أسفرت عن حجز أزيد من 100 طن من الشيرا، وتفكيك 98 شبكة للاتجار بالمخدرات.
و استغربت الحكومة المغربية سياسة الجزائر التي وصفتها بالمستفزة و التي تنم عن خيار سياسي نابع من قناعة لدى السلطات الجزائرية تهدف” إلى الحفاظ على الوضع القائم الذي لا يخدم سوى مصالح الشبكات الإجرامية” ، حيث إن “تهريب السجائر انطلاقا من الجزائر يبقى هو مصدر التمويل الأساسي للشبكات الإجرامية بما فيها الشبكات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل” .





