الأخبارخارج الحدودمستجدات

مجلة أمريكية: النظام الجزائري “ريعي ومتجمد”.. يطوّق تونس خوفًا من أن تتحول إلى نموذج يفضح هشاشة حكم العسكر

الخط :
إستمع للمقال

نبهت مجلة “ذا جيوبوليتيكس” الأميركية المتخصصة في العلاقات الدولية من أن النزاع القائم بين الجزائر والمغرب بلغ مرحلة دقيقة، مشيرة إلى أن أي محاولة للتهدئة بين البلدين ستظل مؤقتة وهشة ما لم تُنزع أدوات التعطيل الإقليمي المرتبطة بالنظام الحاكم في الجزائر.

وأوضحت المجلة أن المنظومة الجزائرية تقوم على “قومية معادية للمغرب” تُستخدم كمرتكز للشرعية الداخلية، ما يجعل النظام قابلا للانقلاب على أي مسار تقاربي حتى عندما يسعى للتقرب من واشنطن عبر التعاون العسكري مع “أفريكوم” أو الصفقات الطاقية.

وكشف تحليل المجلة أن الجزائر تمارس نفوذا واسعا على تونس، معتبرة إياها بمثابة “ولاية فعلية” تُوظف لإضعاف الرباط ومنع بناء سلام مغاربي دائم. وأشارت إلى أن استمرار تونس داخل هذا المدار سيُقوض فرص التقارب المغاربي، مؤكدة أن فك الارتباط بين الجزائر وتونس شرط أساسي لبناء توازن إقليمي جديد قائم على الانفتاح والتنمية المشتركة.

وسلط التقرير الضوء على هشاشة الوضع التونسي منذ التحولات التي تلت ثورة الياسمين، في ظل أزمة اقتصادية خانقة وتراجع في الحريات وتذبذب في السياسة الخارجية. واعتبر أن التحول السلطوي للرئيس قيس سعيد دفع تونس إلى الارتماء في أحضان الجزائر والتخلي عن حيادها التقليدي، خصوصا بعد استقبالها زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي بمعاملة بروتوكولية “كرئيس دولة”.

وأضافت المجلة أن هذا التوجه يُضعف استقلالية تونس ويحد من خياراتها الاقتصادية، محذرة من أنه يعمق الانغلاق في وقت تحتاج فيه شمال إفريقيا إلى مزيد من التكامل والإصلاح.

كما نقلت “ذا جيوبوليتيكس” عن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قوله إن واشنطن تسعى إلى “استعادة العلاقات بين الجزائر والمغرب خلال شهرين”، لكنها تشترط تجريد الجزائر من أي وكلاء إقليميين يمكن أن يُفشلوا جهود السلام، وفي مقدمتهم تونس بوضعها الحالي.

وترى المجلة أن بناء محور تونس–الرباط على أسس الانفتاح والإصلاح قد يشكل الركيزة الثالثة للاستقرار في شمال إفريقيا، وعمودا لشراكة مغاربية متجددة تمتد نحو الولايات المتحدة ودول “اتفاقات أبراهام”، لخلق فضاء تعاون يربط الأمن بالاستثمار والتكنولوجيا.

واعتبرت المجلة أن النظام الجزائري “ريعي ومتجمد”، يسعى إلى إبقاء تونس ضعيفة حتى لا تتحول إلى نموذج إصلاحي يهدد تماسكه الداخلي. ودعت الولايات المتحدة إلى عزل تونس عن الضغط الجزائري من خلال تأمين حدودها بتقنيات مراقبة متطورة وتدريب أمني يحترم سيادتها، بما يتيح بيئة آمنة للاستثمار الأميركي في المنطقة.

وختمت “ذا جيوبوليتيكس” تحليلها بالتأكيد على أن أي سلام مغاربي يُترك رهينة لتقاطعات الجزائر والمغرب سيظل هشا وقابلا للانفجار، بينما السلام القائم على الازدهار لا يمكن أن يتحقق إلا عبر تونس الحرة والمستقلة، باعتبارها محورا استراتيجيا يربط الأسواق المتوسطية والأفريقية ويفتح آفاقا جديدة للاستثمار والتنمية في شمال إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى