أمطار غزيرة شرق إسبانيا تثير الهلع وتعيد شبح فيضانات العام الماضي

شهدت مناطق شرق إسبانيا، اليوم الإثنين 29 شتنبر 2025، تساقطات مطرية كثيفة أدت إلى شلل في الأنشطة العامة وإغلاق المدارس والمكتبات والمتنزهات، فيما رفعت السلطات مستوى الإنذار إلى الأحمر تحسبا لتكرار سيناريو الفيضانات المميتة التي عرفتها المنطقة في أكتوبر 2024، والتي أودت بحياة أكثر من 230 شخصا.
وقد غمرت السيول أحد الأودية في بلدة ألديا، إحدى أكثر المناطق تضررا سابقا، دون تسجيل خسائر بشرية، حيث قال خوسيه لويس رويس، وهو متقاعد يبلغ 64 عاما، في تصريح لوكالة فرانس برس: “هناك شعور بالذعر مما يحدث. الناس خائفون جدا، الجميع سارعوا إلى نقل سياراتهم وأقمنا حواجز أمام منازلنا. لقد قضينا الليل بلا نوم تقريبا.”
وفي خطوة احترازية، قرر نحو 243 مجلسا محليا في إقليم فالنسيا تعليق الدراسة، وهو إجراء شمل أكثر من نصف مليون تلميذ، كما أعلنت سلطات الإقليم إغلاق جميع المرافق العامة، بما فيها المكتبات والحدائق والأسواق.
ووفق وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية، أبقي على الإنذار الأحمر في المناطق الساحلية من فالنسيا بسبب خطر هطول أمطار قد تصل إلى 180 ملم في أقل من 12 ساعة، فيما خُفض الإنذار إلى البرتقالي في باقي مناطق فالنسيا وبعض أجزاء كاتالونيا الجنوبية.
هذا وأعادت هذه التطورات إلى الأذهان الانتقادات الحادة التي وُجهت العام الماضي لأنظمة الإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ، والتي غذت التوترات بين الحكومة المركزية ذات التوجه اليساري والسلطات الإقليمية المحافظة، فيما لا يزال السكان يعبرون عن غضبهم، متهمين المسؤولين بالتأخر في إرسال التحذيرات عند وقوع الكارثة السابقة.