الأخبارسياسةمستجدات

إلى متى ستظل الديبلوماسية المغربية ملتزمة الصمت إزاء الاتهامات الخطيرة لأحمد أويحيى في حق الممملكة؟!

الخط :
إستمع للمقال

لم يعد بمقدور المرء أن يفهم مبرر الصمت الطبق الذي تلوذ به الديبلوماسية المغربية أمام بعض الأحداث والمواقف التي تمس في الصميم مصالح المغرب وسمعته، إن على المستوى الرسمي أو الشعبي.

قبل أيام، أدلى زعيم الحزب اليميني المتطرف في هولندا، خيرت فيلدرز، بتصريحات عنصرية وصف فيها المغاربة المقيمين في بلاده “بالرعاع وحثالة المجتمع”، متعهدا “بانقاذ البلاد منهم”، إن نجح في الانتخابات المقبلة.

وكان الرأي العام ينتظر من دبلوماسيتنا “الموقرة” أن يكون لها موقف مسموع يشفي غليل المغاربة إزاء إهامنة وعنصرية هذا السياسي المتهور ، الذي ما فتئ يهاجم الجالية المغربية في هذا البلد الأوروبي ويوجه سهامه السامة إليها.

مباشرة بعد ذلك، انبرى أمس الثلاثاء، أحمد أويحيى مدير ديوان الرئاسة في الجارة الشرقية، الجزائر، وأمين عام ثاني أكبر حزب في البلاد ، “التجمع الوطني الديموقراطي”، في حديث لجريدة “الخبر” الجزائرية، ليهاجم المغرب ويتهمه بمعية فرنسا بـ “تدبير مؤامرات تستهدف ضرب استقرار بلاده”، وكذا الضلوع في ما زعم “دعم حركة الحكم الذاتي في منطقة القبايل وحركة الحكم الذاتي في منطقة الميزاب”، بالجزائر.

هذه الاتهامات على خطورتها، لم تحرك بدورها ساكنا لدى  الدبلوماسية المغرب ولم تكلف نفسها الرد عليها بأية طريقة من الطرق ، وتركت المغاربة عامة والغيورين على سمعة هذا البلد خاصة، وحتى والمتتبعين لما يجري في المنطقة من تفاعلات ، (تركتهم) حيارى من صمت القبور الذي التزمته دبلوماسيتنا .

تصريحات أويحيى، دفعت الموقع الجزائري “كل شيء عن الجزائر” (TSA) إلى القول، إن هذه الاتهامات في حد ذاتها جد خطيرة ،إذا كان قد تلفظ بها فقط زعيم ثاني أكبر حزب سياسي في أي بلد ، كما هو الشأن بالنسبة للتجمع الوطني الديموقراطي في الجزائر ، ولكنها تصبح “أكثر خطورة”، عندما نأخذ في الاعتبار كونها صادرة عن أحمد أويجيى، الذي هو مدير ديوان رئاسة الجمهورية ، أحد المناصب الأكثر حساسية في السلطة التنفيذية.

واعتبر الموقع الجزائري أن تلك التصريحات الصادرة عن مسؤول يحتل موقعا مقربا من رئيس الجمهورية، من شأنها زعزعة العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي وجه لها أصابع الاتهام، بما يؤدي إلى اندلاع أزمة دبلوماسية مع هذه الدول.

فإذا كانت فرنسا لم تعلق حتى الآن ، ربما لكونها تريد تفادي تأزيم العلاقات بين البلدين ، لكن بالنسبة للمغرب ، فإن موقفه  حتى هذه اللحظة، يثير التساؤل ، خاصة وأن الجزائر لا تترك أية فرصة لمهاجمة المملكة ، بل وتعطي رد فعل حتى ولو تعلق الأمر بمقال لوكالة الأنباء الرسمية “ومع” ، وهو ما انطلبق مؤخرا على حالة سفير الجزائر ببروكسيل حول الاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوروبي.

وهكذا، يبدو جليا أنه في الوقت الذي يلجأ فيه جيرننا في الجهة الشرقية إلى ممارسة لعبة “العين بالعين”، فإن دبلوماسيتنا، تعمل بمقول “في الصمت حكمة”، دون أن تدرك أن هذا الأسلوب عفى عن الزمن في زمن الانترنت والفيس بوك وتويتر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى