القمة الخليجية – الأميركية بحضور الرئيس ترامب.. دعوات لتهدئة التوترات وحلول شاملة لأزمات المنطقة

افتتح ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الخليجية الأميركية في العاصمة الرياض، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط تركيز على تهدئة التوترات الإقليمية وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية، أن القمة تعكس حرص دول مجلس التعاون الخليجي على تطوير العمل الجماعي وتعميق الشراكة مع الولايات المتحدة، مشددا على أهمية التعاون المشترك لإرساء الأمن في المنطقة.
وأضاف ولي العهد السعودي: “نسعى مع الولايات المتحدة لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء حرب غزة، والتوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية”، مشيدا في الوقت ذاته بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا، ومؤكدا على دعم المملكة الكامل لوقف إطلاق النار في السودان.
كما أشار إلى استعداد السعودية لمواصلة جهود الوساطة للمساعدة في حل الأزمة الأوكرانية، في إطار التزامها بدورها الدولي.
من جانبه، تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن بلاده “ستفعل ما في وسعها لإنهاء حرب غزة”، مؤكدا السعي لتحقيق الأمن والكرامة للشعب الفلسطيني وتأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين.
وفي سياق آخر، أعلن ترامب أن السعودية ستنضم إلى الاتفاقيات الإبراهيمية “في الوقت الذي تختاره”، مشيرا إلى جهود أميركية حثيثة لتوسيع دائرة هذه الاتفاقيات في المنطقة.
كما كشف ترامب عن لقاء جمعه بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع قبيل القمة، معلناً أن واشنطن تدرس تطبيع العلاقات مع دمشق، وطلبه رفع العقوبات المفروضة على سوريا لـ”منحها فرصة للتقدم والازدهار”.
وعن الوضع في لبنان، قال ترامب إن لدى هذا البلد “فرصة جديدة” في ظل قيادته الجديدة، داعيا إلى بناء مستقبل خالٍ من هيمنة حزب الله، ومؤكدا أن “على اللبنانيين تحرير بلدهم من هذه السيطرة”.
مواقف خليجية داعمة للسلام
عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أثنى على الجهود الدبلوماسية الأميركية لإحلال السلام، معربا عن شكره للرئيس ترامب لرفع العقوبات عن سوريا، ومعتبراً أن المباحثات النووية بين واشنطن وطهران قد تمهّد لاستقرار طويل الأمد في المنطقة.
أما أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فرحب بوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، مشددا على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، ومؤكدا دعم بلاده لمسار الإصلاح السياسي في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء العماني، أسعد بن طارق آل سعيد، أن تحقيق السلام لن يكون ممكنا دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مشيداً بدور الرئيس ترامب في ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، ومثمناً متانة العلاقات مع واشنطن.
وفي ختام الكلمات، شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، على أن الشراكة الخليجية الأميركية تستند إلى “أرض صلبة من التعاون والاستثمار”، معتبراً أن هذا التحالف يمثل نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية.