الأخبارسياسةمستجدات

بعد أن بدأ البساط ينسحب من تحت أقدامه بنكيران يرفع شعار: “علي وعلى أعدائي”

الخط :
إستمع للمقال

بعد أن أيقن أنه “طلع من المولد بلا حمض”، كما يقول أهل الشرق، يبدو أن بنكيران أصبح مصمما العزم على ألا ينسحب من الساحة إلا بعد أن يلحق أكبر قدر من الخسائر في صفوف من يعتبرهم السبب في إفشال مخططاته ولسان حاله يقول: “علي وعلى اعدائي”.

تصريحاته المتشنجة المليئة بالرسائل المشفرة والتهديدات الواضحة والمبطنة، كلها تؤشر على ما أصبح يسكن الرجل من روح انتقامية شريرة من الجميع أشخاصا ومؤسسات.

بن كيران الذي لم يهضم إقالته من مهمة تشكيل الحكومة بعد فشله الذريع فيها بسبب حساباته الضيقة ومناوراته المكشوفة، لم يستسغ تكليف زميله في الحزب سعد الدين العثماني بذات المهمة، خاصة وهو يرى أن هذا الأخير نجح في بناء تحالف حكومي في ظرف أسبوعين، فيما فشل هو في تحقيق ذلك على الرغم من استهلاكه ما يقارب 6 أشهر من الزمن السياسي للبلاد.

كل هذه الحيثيات وغيرها دفعت بنكيران ليفقد صوابه ويفكر في الانتقام من خصومه ، باستعمال كل السبل والممارسات، والتي بدأها بالتشويش على العثماني ووضع العقبات في طريقه وتجييش صقور حزبه للتصدي لبرنامج حكومته . ولذلك اضطر إلى تأجيل سفره إلى الديار المقدسة لأداء العمرة، في آخر لحظة لكي يشرع في تفعيل مخططه الانتقامي.

هستيرية بنكيران وفقدانه لأعصابه بدأت تظهر أعراضها مباشرة بعد إعفائه من قبل الملك، عندما عبر عن غيظه وحنقه من قبول العثماني دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، معتبرا أن ذلك يمثل إهانة بالنسبة له، مثلما  ظهرت عليه عندما انسحب غاضبا من إحدى اجتماعات الأمانة العامة للبيجيدي بعدما رفض مصطفى الخلفي، ابنه البار وعلبة أسراره في السابق، الإفصاح عن مضمون مشروع البرنامج الحكومي، الذي كان الخلفي عضوا في لجنة إعداده.

وفي هذا السياق تندرج خرجة بنكيران المتشنجة ضد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، محمد حصاد، حول مقرر التربية الإسلامية، مخاطبا هذا الأخير بطريقة تكشف عما يشعر به الرجل من غيظ، حيث قال: “واش كيصحابك راسك مازال في وزارة الداخلية؟ آش هاد الزربة؟ ما يمكنش نسكتو على هاد الشي”.

بنكيران لجأ إلى تحريك ما تبقى له من أتباع مخلصين له على قلتهم، سواء داخل الحزب أو في البرلمان، مثل النائبة ماء العينين والمستشار حامي الدين ورئيسا فريقي البيجيدي في مجلسي النواب والمستشارين، الأزمي الادريسي ونبيل الشيخي، من خلال الطعن في التحالف الحكومي الذي استطاع العثماني بناءه والتشكيك في جدية برنامج حكومته، رافعين شعار ما أسموه بـ”المساندة النقدية”.

رسائل بنكيران كانت واضحة في مضامين تدخلات الأزمي والشيخي أمام غرفتي البرلمان، حيث قال الأول، “لقد كان إعفاء الأمين العام، الأستاذ عبد الإله بنكيران، حدثا مؤلما، لاسيما بالنظر إلى دوره الإصلاحي القيادي والأساسي، وفي ظل ما حصل عليه الحزب من نتائج، وصموده لما يناهز ستة أشهر صونا لكرامة صوت المواطنات والمواطنين”.

نبيل الشيخ بدوره نقل رسائل بن كيران في تدخله أمام الغرفة الثانية عندما لجأ إلى تقطير الشمع على العثماني وعاتبه على “تجنبه في التصريح الحكومي الحديث عن السياق السياسي الذي أفرز هذه الحكومة”، في إشارة إلى ذريعة “البلوكاج” الذي كان يختبئ وراءها بن كيران لتحميل الآخرين فشله في تشكيل الحكومة قبل أن يتم إعفاؤه من قبل الملك.

كما حرص على كيل المديح لبنكيران والدفاع عن مواقفه وتبرير فشله في تشكيل الحكومة، مدعيا أن جهوده “اصطدمت بإرادة معاكسة، اشتغلت بشكل منهجي من أجل إفشال هذه المهمة”. معتبرا أن “خصوم الديمقراطية تجندوا من أجل بعث رسالة تشكيك وإحباط للناخبين والناخبات”.

بنكيران، لكي يظل ممسكنا بخيوط اللعبة ومتحكما في تحريك الأدوات التي يوظفها للانتقام من العثماني ومن يعتبرهم وراء العثماني وقصف حكومته، بدأ يرتب أوراقه للمؤتمر المقبل للحزب كي يحصل على ولاية ثالثة جديدة على رأس الحزب حتى ولو تطلب ذلك تعديد القوانين الداخلية للمصباح ، على الرغم من أن الأمر الطبيعي هو أن يتولى العثماني ، باعتباره يقود التحالف الحكومي ، الأمانة العامة للحزب الاغلبي.

رغم كل هذه المناورات، يبدو أن البساط بدأ ينسحب تدريجيا من تحت أقدام صاحب “انتهى الكلام”، وأصبحت دائرة أتباعه داخل الهيئات القيادية للبيجيدي تتقلص وتضيق تدريجيا، ولم يعد يجد من يصغي إلى أطروحاته ويثق في زعامته الزائفة إلا القلة القليلة ، أمثال عبد العالي حامي الدين وأمينة ماء العينين، وفق ما أفادت مصادر متطابقة من داخل حزب المصباح.

وبذلك، فأمام العزلة القاتلة التي أصبح يشعر بها، بدأ بنكيران يصرخ بصوت عال حتى يسمعه الجميع ويبعث بالرسائل لمن يهمه الأمر ويلوح بالتهديدات في كل الاتجاهات ولسان حاله يقول: “علي وعلى أعدائي”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إلى أين تريدونالووصول أيها الحاقدون الا تفكرون في اللهم فيالمستقبل في الكرمةفي العيش التعليم الحرية ومن يصادر هده الحقوق بدلا ما تحشروا أنفسكم فيما لايعنيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى