الأخبارسياسةمستجدات

تحليل: انتخاب رئيس مجلس النواب من خارج الأغلبية التي يريدها بنكيران يربك موقف “البيجيدي” ويكسر حالة الجمود الذي تعرفه الحياة السياسية  

الخط :
إستمع للمقال

بعد أن أهدر أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، ما يزيد عن 100 يوم بين الشد والجذب والمناورات من أجل الحصول على هندسة حكومية حسب مزاجه وتنفيذا لما خططت له الأمانة العامة لحزبه، دون أن بفلح في تحقيق هدفه، جاء انتخاب رئيس مجلس النواب أمس الاثنين، لتربك مواقف حزب المصباح وتخلط أوراقه رأسا عقب.

فقد كانت بضعة أيام قليلة التي سبقت انتخاب رئيس الغرفة الأولى بالبرلمان وما شهدته من تسارع للأحداث، خاصة ما تعلق منها بالاستحقاق الخاص باستكمال مسطرة طلب عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، كافية لتحريك المياه الراكدة وفك أسر إحدى أهم مؤسسة دستورية في البلاد ظل نشاطها مرهونا بتشكيل الحكومة.

وكما يقول المثل “مكره أخوك لا بطل”، فقد جاء هذا الاستحقاق المرتبط بالمصلحة العليا للوطن، ليجبر زعيم “البيجيدي” على التراجع نسبيا عن مواقفه المتصلبة التي تصر على رؤية الأمور بمنظار واحد، بدل الأخذ في الاعتبار معطيات الواقع السياسي المغربي.

ومن هذه الزاوية حاولت قيادات “البيجيدي” تبرير موقفها (التصويت بالورقة البيضاء) في جلسة انتخاب رئيس المجلس ، القيادي في الاتحاد الاشتراكي الحبيب المالكي أمس الاثنين، في جلسة تاريخية سوف تترتب عنها تداعيات من شأنها كسر الجمود الذي عطل الحياة السياسية والمؤسساتية في البلاد لفترة ليست باليسيرة.

بالنسبة لسعد الدين العثماني، منسق فريق حزب المصباح بمجلس النواب، فإن تصويت نواب الحزب بورقة فارغة، كان “لتوجيه رسالة بكوننا نريد البحث عن طرق ووسائل لحلحلة هذا التعثر في تشكيل الحكومة”.

واعتبر العثماني، في تصريح للصحفيين عقب انتهاء عملية التصويت، ونشره موقع الحزب، أن “اللحظة تاريخية بالنسبة للمغرب ولوحدته الوطنية والترابية، وأيضا لوجوده بإفريقيا”، مضيفا أن “الأهم لدينا هو إنجاح هذه المرحلة بالتصويت على النظام الأساسي للاتحاد الإفريقي وتمكين جلالة الملك من الذهاب إلى القمة الإفريقية مسلحا بجميع الأمور الضرورية لإنجاح انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي”.

السؤال الذي يطرح نفسه على العثماني في ضوء هذا القول : وماذا بعد هذه المرحلة؟ هل ستعود حليمة لعادتها القديمة، كما يقال ، وندخل في نفق أزمة تشكيل الحكومة من جديد ؟، أم ستتحلى قيادة المصباح بشيء من الواقعية السياسية في التعامل مع الوضع لتدارك في تم إهداره من الزمن المغربي في حسابات حزبية ومتاهات سياسوية لا فائدة فيها للمواطن ولا للبلاد ؟

يذكر أن المالكي انتخب رئيسا للمجلس بـ 198 صوتا ، فيما اختار نواب العدالة والتنمية وحلفاؤهم في التقدم الاشتراكية التصويت بورقة بيضاء . أما فريق حزب الاستقلال فقد قرر أمام استغراب العديد من المتتبعين الإنسحاب من الجلسة ، معللا موقفه “بتعذر الشروط العادية التي تؤطر عادة إنتخاب رئيس مجلس النواب بما يمثله ذلك من وضوح في المشهد السياسي والحزبي الوطني”.

ويستأنف مجلس النواب جلساته اليوم الثلاثاء ،  لاستكمال هياكله قبل التفرغ لمناقشة والمصادقة على القانون الأساسي للاتحاد الافريقي والبروتوكول الملحق به، ليحال بعد ذلك على مجلس المستشارين كمرحة أخيرة في مسطرة المصادقة البرلمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى