الأخبارفنمستجدات

هالة وردي المهندسة العربية التي أبدعت في تصميم متحف “لوفر” أبو ظبي

الخط :
إستمع للمقال

بعد الافتتاح الرسمي مساء  أول أمس  الأربعاء لـمتحف “الوفر أبو ظبي” بجزيرة السعديات، توجهت أعين العالم إلى الهندسة المعمارية  لبناية المتحف، وتداولت معظم المنابر الاعلامية اسم المهندس الفرنسي الشهير “جون نوفيل” الذي كان وراء هذه التحفة الفنية العبقرية بامتياز، لكن ما لا يعرفه الكثيرين هو أن اليد اليمنى لجون هي مهندسة معمارية عربية لبنانية فرنسية تدعى “هالة وردي”، كرست 10 سنوات من حياتها لمشروع “لوفر الإمارات”.

هالة اللبنانية السمراء التي تبلغ اليوم من العمر 52 عاما لا تهوى الأضواء وتتهرب منها، فالبحث عنها لا يؤدي بالباحث في عالم النت سوى إلى مواقع الجوائز أو الندوات، فشبكات التواصل الاجتماعية لا تستهويها، وحتى توفرها على حساب على النت فهو لا يحوي سوى 16 صديق من أصدقاء الشباب.

حصلت هالة وردي على شهادة الهندسة المعمارية من مدرسة “إسا” في باريس، ودرست مع “بول فيريليو” على مدى ثلاثة سنوات (1986/89)، ومع “جان نوفيل” في عام 1987، الذي عملت معه لأكثر من 20 عاما في مختلف مكاتبه، لتصبح بعد ذلك يده اليمنى على مستوى معظم مشاريعه داخل وخارج فرنسا.

كانت هالة وردي منذ فترة طويلة تعمل تحت ظل “جون نوفيل”، لكنها الآن حصلت على استقلالها، لتكرس عبقريتها إلى جانبه ويخلقا عملا إبداعية مبهرا، وهو مشروع الإمارات خلال عشر سنوات من العمل الدؤوب.

في حوار لها مع صحيفة “لومند” الفرنسية قالت هالة  “كل ما في الأمر، أنني لا أريد مقالا”، وبعد ربع ساعة من الخجل قررت الحديث لتقول إن مشروع اللوفر أبو ظبي، الذي كرست عشر سنوات من حياتها له، عزيز على قلبها، وأن ما تفتخر به أساسا هو العمل الجيد الذي كانت من وراء إنجازه إضافة إلى آخرين.

قالت راس زيباوي الكاتبة والإعلامية اللبنانية وخريجة مهعد “لوفر” بفرنسا في لقاء بفرانس 24 “إن اليد اليمنى للمهندس المعماري الفرنسي “جون نوفيل” ما هي إلا لبنانية اسمها “هالة وردي”، وهي كانت تعمل ميدانياً، في حين “جون نوفيل” كان خارج الإمارات، وهالة هي من تابعت المشروع، وكانت من ألمع تلميذات “نوفيل”.

من جهته قال المهندس اللبناني يوسف حيدر : “إنها ليست مثل معظم زملائنا، الذين ينغمسون في عالمهم، وفي شللهم”، هي تعرف كيف تقدر عمل الآخرين، وهو أمر نادر الحدوث بالمقارنة مع الذكوريين الذين لا يترددون من التعليق على الرسومات الخاصة بزملائهم في أول فرصة”.

تليمذة “جون نوفيل” اللامعة تمكنت بعد مخاض طويل أن تضع مولودها الذي احتضنته بكل اهتمام “لوفر أبو ظبي” لكن وعلى الرغم من تألقها فهي تعشق الظل وكما قالت “أعيش جيدا في الظل، بعيداً عن الغش، وأحب أن أكون وراء الأشياء، حتى أسمع (آه، إنه مبنى جميل)، من قائل لا يعرف من الذي بناه”.

تألق هالة لا يرتكز فقط على الأعمال التي قدمتها مع المهندس الفرنسي “جون نوفير”، بل يتجلى في فوزها بعدة جوائز دولية في الهندسة المعمارية، إذ فاز تصميمها الهندسي السنة الماضية في مسابقة دولية للتصميم الجديد لمتحف بيروت للفن في لبنان. والمتحف الجديد يقع في قلب بيروت ويضم “برجا مركزيا” يرتفع نحو 400 قدما في الهواء حيث سيصبح منارة ثقافية جديدة للمدينة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى