الأخبارخارج الحدودمجتمعمستجدات

قمة العرب بالبحر الميت تتجاهل تقريرا حول نهاية الحياة في غزة عام 2020..!

الخط :
إستمع للمقال

من بين جملة الانتقادات التي وجهت للقمة العربية الثامنة والعشرين التي عقدت أمس الأربعاء بأحد المنتجعات السياحية الفاخرة بمنطقة البحر الميت في الأردن، بالإضافة لبيانها الذي لن يتجاوز (في الغالب) الورق الذي كتب عليه، تجاهل قادة العرب تقريرا خطيرا، يحذر من أن قطاع غزة الفلسطيني لن يصبح صالحا للعيش بعد ثلاث سنوات على الأكثر من الآن.

بيان عمان الذي تضمن 15 بندا لا يختلف عن باقي بيانات القمم العربية السابقة من حيث لغته الخشبية اتجاه الأزمات العربية، مخصصا حوالي 5 فقرات في بنده الأول لإعادة تدوير موضوع “دعم القضية الفلسطينية” في بعدها المثالي، لم يكلف قادة العرب الحاضرين هناك، الالتفات لقضية إنسانية صعبة للغاية، يعيشها قطاع غزة الفلسطيني، متعلقة بتسمم المياه الصالحة للشرب ونذرتها، والتي باتت تهدد نهاية الحياة هناك مع مطلع عام 2020، بحسب تقرير دولي.

فبالتزامن مع انعقاد قمة القادة العرب أمس بمنتجع سياحي باذخ بمنطقة البحر الميت، كانت “سلطة المياه ببلدية الساحل” بقطاع غزة بصدد اختتام تظاهرة “اليوم العالمي للمياه بغزة”، تدخل في إطار “مشروع توعية بيئية” الذي يهدف إلى تحسين خدمات القطاع المائي بقطاع غزة بدعم من وكالة الغوث والاتحاد الأوروبي، للحصول على مصادر دائمة من المياه الصالحة للشرب هناك.

والمشروع المذكور يدعمه الاتحاد الأوروبي ضمن مجموعة من المشاريع الإنسانية في قطاع غزة، أهمها تلك التي تركز على الأمن الغذائي وتوفير مياه غير ملوثة للمواطنين، وسط تزايد أزمة المياه التي وصلت إلى 97%.

وبحسب ما صرح به رئيس سلطة المياه في غزة مازن غنيم، فإن “دخول مياه البحر والصرف الصحي للمياه الجوفية، يعد سببا رئيسيا في هذا العجز في مياه الشرب بقطاع غزة”، محذرا من “ازدياد نسبة الأملاح وارتفاعاً غير مسبوق في معدلات «الكلورايد والنيترات» في المياه المستخدمة بالقطاع، وارتفاع هذه المعدلات بما لا يتناسب ومواصفات منظمة الصحة العالمية، حيث أن نسبة الكلور في مياه الآبار بغزة تصل الى 4000 ملغم/ لتر، في حين أنها يجب أن تكون في 250 كحد أدنى”.

ويضيف المتحدث في تصريحات أدلى به لوسائل إعلام محلية ودولية، أن “الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف البنية التحتية لقطاع غزة في الحروب ليعمل على إنعدام أمنها وحاجاتها الأساسية”.

وبحسب تقارير للأمم المتحدة، فإن قطاع غزة بحلول عام 2020، أي على بعد أعوام قريبة، سيصبح غير صالح للحياة، وأهم هذه الأسباب التي تجعله هكذا، تلوث المياه وعدم وجود مياه صالحة للشرب خلال الفترة القادمة، حيث تشير المؤشرات إلى عجز شديد في المخزون المائي بقطاع غزة.

هذا التجاهل الذي لا يبدو بريئا من قادة العرب في قمتهم التي نظمت في مكان لا يبعد سوى بضع كيلومترات على قطاع غزة المحاصر، والذي بات يقترب من نهاية إنسانية أليمة، وعدم تضمينه ولو في عبارات فارغة ضمن بيان القمة، دفع بالكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتساؤل “هل الأهم في إعلان عمان شكر البلد المنظم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة كما ورد في آخر بند، أم طرح حل سريع لأزمة شرب ماء صالح لأطفال وشيوخ ونساء ورجال سيموتون بالعطش بعد ثلاث سنوات من انعقاد قمة البحر الميت؟!!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى