بمنطق “ضربني وبكى سبقني وشكى”، حمل القيادي في حزب العدالة والتنمية محمد يتيم، محفظة اتهاماته، ليبدأ بتوزيعها يمنة ويسرة على جل المنابر الإعلامية، التي نقلت منذ نهاية الأسبوع الماضي تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، واصفا إياهم “بأقلام مأجورة باعت نفسها”، وبأن بعضها “يفتقد إلى الحد الأدنى من المهنية”، معتبرا في نفس حديثه أن “ما أقدمت عليه بعض إدارات الدولة من إعفاء بعض الأطر وتجديد هياكلها شطط في استعمال السلطة”.
واختار يتيم في حوار خص به أسبوعية التجديد لسان حال حزبه، نشر اليوم الخميس 23 فبراير، “الدفاع” عن الأمين العام لحزب المصباح، -كما سبق وفعل بحسابه بالفيسبوك- مما رآه “امتهان وظيفة وضيعة جدا، تتمثل في محاولة التحريض والإيقاع بين مكونات الدولة المغربية”، معتبرا أن ما “تروج له تلك المنابر هو سقوط مريع وفظيع ومحاولة تجزيء الكلام من طرف أقلام مأجورة باعت نفسها”.
وكانت جل الصحف والمواقع قد تناقلت بشكل حرفي تقريبا تصريحات بنكيران السبت الماضي في لقاء الذراع النقابي للحزب، قال فيها من بين ما قال إنه “لا يعقل أن يذهب الملك لتفريج كربات الشعوب الإفريقية، وهناك من يعمل على إهانة المغاربة”، كما وصف بنكيران في ذات حديثه الوضع السياسي في المغرب بأن فيه “شي حاجة ماشي هي هادي”، قبل أن يضيف بأسلوب وُصف “بالنرجسية” أن فترة تسييره للحكومة خلال خمس سنوات الماضية “كانت أفضل فترة في المغرب منذ الاستقلال”.
ولم يكتف محمد يتيم بإلصاق التهم المعلبة لكل من يعارض مصالح حزبه ومصالح بنكيران من بين وسائل الإعلام الوطنية، بل اذخر سهام اتهام أخرى في نفس الحوار، صوبها في اتجاه مؤسسات الدولة، وذلك عندما اعتبر أن “حملة الإعفاءات –التي قامت بها عدد من إدارات الدولة بهدف تجديد هياكلها وخدماتها- تعتبر شططا في استعمال السلطة، وقرارات غير معللة، (آمرا) بالتراجع عنها ومواجهتها في القضاء الإداري”.
