
يُقرّب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم قراءه الأعزاء من أهم وأبرز المعارك والغزوات الإسلامية التي شهدها التاريخ، والتي تمكّن المسلمون من خلالها من الدفاع عن أنفسهم ودينهم.
ودارت العديد من المعارك الإسلامية على مر العصور، حيث كان المسلمون يدافعون عن دينهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم أيضاً، ويتصدّون للأعداء الذين يرغبون في انتهاك الأرض والاعتداء على المسلمين.
وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “أبرز المعارك الإسلامية” إلى غزوة العشيرة أو غزوة ذي العشيرة، وهي ثاني غزوة في التاريخ الإسلامي.
وقعت غزوة العشيرة في منطقة العشيرة، التي تقع بالقرب من منطقة ينبع، في أواخر شهر جمادى الأولى وبداية جمادى الآخرة من العام الثاني للهجرة. وقد كان الخروج في هذه الغزوة اختيارياً للمسلمين، فخرج فيها من شاء.
وحسب المراجع الدينية، فإن السبب الرئيسي لغزوة العشيرة كان اعتراض قوافل قريش التجارية المتجهة من مكة المكرمة إلى الشام، للاستيلاء عليها واسترداد جزء من أموال المسلمين التي نهبتها قريش. كما كان هدفها تخويف قريش، وإدخال القلق والارتباك في قلوبهم.
خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- في غزوة العشيرة وكان قائداً لها، برفقة 150 مسلماً من المهاجرين، وقد ركبوا على 30 بعيراً، واستخلف أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي – رضي الله عنه – على المدينة المنورة.
عندما وصل المسلمون إلى موقع ذي العشيرة، علم أبو سفيان بخروجهم، ما دفعه إلى تغيير مسار القافلة التجارية، وسلك طريقاً آخر غير المعتاد، ليصل المشركون إلى مكة المكرمة بسلام.
لم تحدث أي مواجهة فعلية بين المسلمين وكفار قريش في غزوة العشيرة، ولكن نتيجتها تمثّلت في عقد معاهدة مع بني مدلج وحلفائهم من بني النضير، ما جعلهم في صف المسلمين.
استطاع المسلمون بعد غزوة العشيرة إدخال الرعب والخوف في قلوب المشركين وكفار قريش، وإعلاء شأن الدعوة الإسلامية ورسالتها.