أبطالنا من أبناء المهجر يعودون إلى وطنهم في رسالة قوية للوفاء والانتماء الصادق

أعلن نادي الوداد الرياضي عن تعاقده الرسمي مع الدولي المغربي حكيم زياش، في صفقة انتقال حر، ليعزز اللاعب صفوف الفريق الأحمر.

وكشفت صحيفة سعودية نقلاً عن رئيس النادي أن “زياش وقّع عقد انضمامه إلى الوداد حتى عام 2027 مع خيار التمديد”، مضيفاً أن “المفاوضات كانت سلسة، لأن اللاعب عبّر عن رغبته الصادقة في اللعب ببلده الأم، رغم تلقيه عروضاً مغرية من أندية أوروبية وخليجية.”

ويُعدّ انضمام زياش إلى الوداد حدثاً قويا في الكرة المغربية، لما يحمله من رمزية وطنية كبيرة، فاللاعب الذي تألق في أعرق الأندية الأوروبية وعُرف بمهارته العالية، اختار اليوم أن يعود إلى وطنه وأهله، في خطوة تعبّر عن وطنية صادقة لا تحكمها الاعتبارات المادية، بقدر ما تحركها مشاعر الانتماء والوفاء. زياش، الذي ترك بصمته مع المنتخب الوطني خلال كأس العالم 2022، يظلّ اسماً كبيراً وركيزة فنية ومعنوية أينما حلّ، وإلى جانبه نور الدين أمرابط الذي يشكّل بدوره مثالاً جميلاً لما يمكن تسميته بـ“عودة الطيور إلى أعشاشها الدافئة”.

ويُعدّ قدوم اللاعبين الدوليين للعب في البطولة الوطنية ظاهرة تستحق الإشادة والتصفيق والتنويه، لأنها تجسد جيلاً من النجوم الذين وُلدوا أو نشؤوا في أوروبا وفضلوا أن يعودوا إلى وطنهم للعب ومن تم التأطير والتوجيه، لأنهم ظلّوا أوفياء لجذورهم ومرتبطين بوطنهم الأم، الذي لمسوا فيه احتضاناً دائماً، كما أنهم يعودون الى جماهير عاشقة لا تبخل بالدعم لكل من يرفع راية المغرب بشرف. وهي بالمناسبة، عودة لا تقتصر على لاعبي كرة القدم فحسب، بل تشمل أيضاً فنانين ومبدعين وخبراء مغاربة عالميين في مجالات متعددة، ممن اختاروا توظيف خبراتهم لخدمة الوطن الذي أحبّهم وأحبّوه.

وليس حكيم زياش وحده من اختار العودة إلى الديار، فالمشهد الكروي المغربي يشهد في السنوات الأخيرة عودة لافتة لعدد من نجوم المهجر الذين فضّلوا إنهاء مسارهم الكروي في أندية وطنهم، وفاءً للأرض التي أنجبتهم واعترافاً بجميل الجماهير التي ساندتهم منذ البدايات، فالحارس الدولي منير المحمدي فضّل حمل قميص نهضة بركان رغم العروض الإسبانية والخليجية، فيما اختار نور الدين أمرابط الالتحاق بالوداد الرياضي ليضع خبرته وتجربته رهن إشارة الجيل الجديد من اللاعبين، كما انضم يونس عبد الحميد إلى صفوف الجيش الملكي بعد مسيرة متميزة في الدوري الفرنسي، كلها اختيارات تعكس وعياً متنامياً لدى نجوم كرة القدم المغاربة بالمهجر، مفادُه أن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بالعقود والأموال، بل بالوفاء للوطن وبحب الجمهور المغربي.