الأخبارخارج الحدودمستجدات

أزمة “فولكسفاغن” تهدد صناعة السيارات الألمانية

الخط :
إستمع للمقال

تشهد صناعة السيارات الألمانية أزمة حادة بعد إعلان شركة فولكسفاغن أن ثلاثة من مصانعها مهددة بالإغلاق، الأمر الذي يهدد بفقدان عشرات الآلاف من الوظائف، وفق ما جاء في عدد من المنابر الإعلامية الألمانية والأوروبية.

وفي هذا السياق، قالت هيلينا فيسبرت مديرة مركز أبحاث السيارات في دويسبورغ، في تصريح لموقع “تاغسشاو دي.إي” التابع للقناة الألمانية الأولى، أن هذه الأزمة متوقعة منذ عدة أشهر، حيث كانت الشركة قد ألغت في شتنبر الماضي ضمان العمل المستمر القائم منذ ثلاثين عامًا، غير أن فيسبرت أوضحت أن “هذه تخفيضات قاسية للغاية. لم نرَ حتى الآن مثل هذه التخفيضات الكبيرة إذا حدثت بالفعل”.ويذكر أن فولكسفاغن توظف ما لا يقل عن مائة وعشرين ألف عامل في عموم ألمانيا، بات عشرة ألف منها مهددا.

ومن جانبه، أكد رئيس معهد إيفو الاقتصادي في ميونيخ، كليمنس فويست، أن أزمة فولكسفاغن “خطيرة جدًا”، معتبرا أنه تم تأجيل المشاكل في الشركة “لفترة طويلة”. وأشار في حوار نقله موقع “مانجر” الاقتصادي (31 أكتوبر) عن برنامج “مورغن ماغازين” لقناة “زي.دي.إف”، إلى أن التحول إلى النقل الكهربائي يعني بالضرورة تقليل عدد الوظائف في صناعة السيارات التي تعمل بالمحركات الحراري.

ووفقا لبيانات مجلس إدارة فولكسفاغن، فإذا استمر الوضع على ما هو عليه وتراكمت الخسائر، فقد تكون هناك مزيد من المصانع المهددة بالإغلاق. وإجمالاً، هناك عشرة مصانع إنتاج للشركة في البلاد .

وفي هذا الإطار، فالأزمة لا تقتصر على فولكسفاغن وحدها، بل تمثل أزمة أوسع تشهدها ألمانيا، إذ تتأثر باقتصادها الذي يعاني من تداعيات جائحة كورونا، وارتفاع تكاليف الطاقة، والتوترات الجيوسياسية، حيث يشير المراقبون إلى أن سياسة “الصفر الأسود” التي انتهجتها الحكومة الألمانية، والتي تتجنب العجز في الميزانية، قد أدت إلى تقليص الاستثمار في البنية التحتية والابتكار، ما أثر على التنافسية الاقتصادية.

كما تشعر الشركات الألمانية بالقلق من التنافسية القوية للسيارات الكهربائية من الصين وأمريكا، حيث أثارت صحيفة “دي تايد” البلجيكية مخاوف من تراجع ألمانيا في مواجهة الشركات الجديدة مثل تسلا التي تصنع سيارات كهربائية بأقل وقت وكفاءة أعلى. ومن جانبها، أكدت “ذا إيكونومست” أن الاقتصاد الألماني ما زال متينًا، لكنه يحتاج إلى إصلاحات شجاعة لاستعادة قدرته التنافسية.

وبالرغم من أن فولكسفاغن حققت إيرادات بلغت حوالي 332.3 مليار يورو في عام 2023، وازدهار الأرباح، إلا أن تراجع الطلب في الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين التي كانت تستهلك ثلث إنتاج فولكسفاغن، يضغط على الشركة، وبدأت مبيعات الشركة بالتراجع بوضوح في الربع الثاني من عام 2024، ما يزيد من التحديات.

السياسات البيئية الأوروبية والتوترات التجارية مع الصين، إلى جانب صعود الطلب على السيارات الكهربائية، كانت عوامل أخرى في الأزمة التي دفعت فولكسفاغن لإعادة النظر في استثماراتها، ففي أكتوبر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية على السيارات الكهربائية الصينية، لمواجهة الدعم الحكومي الصيني الكبير الذي يعتبر تهديدًا للصناعات الأوروبية، وقد أدى ذلك إلى تصاعد النزاع التجاري بين الصين وأوروبا، مع فرض رسوم لمدة خمس سنوات على سيارات عدة شركات صينية وأيضًا على تسلا المصنعة في الصين.

وقد وجهت صحيفة “وول ستريت جورنال” انتقادات للإدارة السياسية الأوروبية، معتبرةً أن الضغوط التي تواجهها فولكسفاغن وأمثالها تعود إلى ضعف الاستراتيجية الصناعية الأوروبية، بينما كتبت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية أن فرض الانتقال الإجباري للسيارات الكهربائية، دون دعم كافٍ أو رؤية واضحة، يُكلف الصناعة الأوروبية خسائر باهظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى