اخبار المغربرياضةمستجدات

أكاديمية محمد السادس.. سر الطفرة الكروية التي وضعت المغرب في مصاف الكبار

الخط :
إستمع للمقال

صنع المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، ليلة الأحد – الإثنين 20 أكتوبر 2025، ملحمة كروية خالدة في التشيلي، بعدما تمكن من التتويج بكأس العالم عقب فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين دون رد، في مباراة وُصفت بأنها “الملحمة المغربية”، لما تميزت به من روح قتالية عالية، أداء جماعي منسجم، ولمسات فنية راقية ستبقى راسخة في ذاكرة كرة القدم الوطنية.

وبهذا الإنجاز التاريخي، كرّس المغرب مكانته كرقم صعب في خريطة كرة القدم العالمية، مؤكدا أن ما يحققه اليوم ليس صدفة، بل ثمرة رؤية استراتيجية متكاملة تقوم على تكوين الأجيال الصاعدة وفق أسس علمية حديثة، في مقدمتها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت بحق قلب النهضة الكروية المغربية ومحركها الأساسي.

ويأتي هذا التتويج بعد سلسلة من النجاحات التي صنعت مجدا جديدا لكرة القدم المغربية، بدءا من بلوغ المنتخب الأول نصف نهائي كأس العالم في قطر سنة 2022، مرورا بالفوز ببرونزية أولمبياد باريس 2024، وصولا إلى هذا التتويج العالمي للشباب، الذي يؤكد أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته بين أقوى المنتخبات على الساحة الدولية.

ووفقا لما نشره موقع “سكاي نيوز عربية”، فقد بدأ إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في مدينة سلا المغربية عام 2007، برعاية مباشرة من الملك محمد السادس، وفي 2010، افتتح العاهل المغربي الأكاديمية التي تهدف إلى توفير التعليم والتوجيه وتدريب كرة القدم لطلابها، وهي مخصصة لنحو 50 رياضيا تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما.

وتابع المصدر، أن الأكاديمية تقع قرب نهر أبو رقراق، وتغطي مساحة 2.5 كيلومتر مربع، وتتكون من منطقتين رئيسيتين: المساحة المفتوحة (الملاعب والمساحات الخارجية للأنشطة الأخرى)، والقرية، كما بنيت الأكاديمية لتكون منشأة حديثة تعكس روح التراث الثقافي المغربي، وهي منشأة على شكل دوار تقليدي، مع ساحة مركزية محاطة بخمسة أبنية.

ويلبي كل مبنى وظيفة معينة (السكن والتعليم والمرفق الطبي والمقصف)، وتم تصميم أفنيتها المطلة على مناظر طبيعية لضمان استرخاء لاعبي كرة القدم الشباب، كما تضم الأكاديمية مرافق متكاملة تشمل مراكز تدريب حديثة ومجمعا سكنيا ومدارس ومرافق ترفيهية، مما يجعلها بيئة مثالية لتأهيل نجوم المستقبل.

وحسب ذات المصدر، وصف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأكاديمية بأنها “جوهرة كرة القدم المغربية” وأحد أنجح المراكز الرياضية في العالم، مشيدا بقدرتها على الدمج بين التعليم الأكاديمي والتكوين الرياضي، الأمر الذي جعلها مصدر فخر لقارة إفريقيا.

وواصل ذات الموقع العربي حديثه على الأكاديمية معتبرا أن فلسفة التطوير التي اعتمدها المغرب بوضوح انعكست على أداء المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها، كما انخرطت الأندية المغربية الكبرى في المشروع ذاته، وعلى رأسها الجيش الملكي والفتح الرباطي والرجاء البيضاوي.

وأشارت الوسيلبة الإعلامية إلى أنه منذ عام 2021 بدأت كرة القدم المغربية تجني ثمار هذا المشروع الطموح، الذي انطلق من أكاديمية محمد السادس وامتد ليشمل مختلف المستويات.

كما أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برنامجا وطنيا لتطوير الناشئين يشمل 14 ناديا، إلى جانب مراكز تكوين فدرالية أنشئت في مدن سلا والدار البيضاء وبنجرير والعيون، لتغطي جميع مناطق المملكة تقريبا. وفقا لسكاي نيوز.

وخلص المصدر بالقول “يمتد هذا الجهد ليشمل المنتخبات الشابة من مواليد 2009 إلى 2011 التي تمثل مستقبل الكرة المغربية، في حين تلعب الجالية المغربية في أوروبا دورا مهما في اكتشاف المواهب ومتابعة اللاعبين مزدوجي الجنسية، من خلال تعاون وثيق بين الاتحاد المغربي والمؤسسات المختصة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى