الأخبارمجتمعمستجدات

أوهام اللجوء السياسي وأين؟ في الصين

الخط :
إستمع للمقال

مسلسل مكسيكي مدبلج بلغة ركيكة وأصوات نشاز، هكذا أشبه قضية السيدة “دنيا الفيلالي” ونضالها المكذوب.

منذ أسابيع، خرجت لتصف نفسها بأنها أول صحفية مغربية تحصل على اللجوء السياسي، وأين؟؟؟ في الصين

نعم، الصين التي لا تقبل اللجوء السياسي على أرضها إلا ضمن شروط تعجيزية مستحيلة، حتى جعلت من نفسها وجهة غير مستحبة لطالبي اللجوء، لكن بقدرة قادر، صاحبتنا تدعي أنها حصلت على اللجوء هناك، والأمر استحق منا الانتباه، ليس لأننا مهتمون بنضالات دنيا الفيلالي المزعومة، ولا لأننا نحسدها على ما تدعيه، ولا لأننا نقف ضد حقها في طلب اللجوء السياسي، ولكن لاستغرابنا للوجهة التي تقول أنها منحتها اللجوء، خصوصا وأن قضيتها لا علاقة لها برأي سياسي، ولكن بتهرب واضح من العدالة.

نهاية أكتوبر المنصرم، خرجت علينا بتدوينة تقول أن قبول طلب لجوؤها السياسي حدث تاريخي، والحقيقة أنها لم تنشر أي وثيقة تثبت ذلك، وحتى لو كان الخبر صحيحا، فإن ما لا تعرفه دنيا هو أن الصين تشترط للحصول على صفة لاجئ داخلها التوقف عن أي عمل سياسي بما فيه التدوين والخروج على منصة يوتيوب

إذا كانت الصين قد قبلت طلبها، وسمحت لها بالاستمرار في التشهير والسب والقذف وتلفيق القصص الخيالية ضد مؤسسات بلدها، فإننا فعلا سنكون أمام قرار تاريخي، تغيرت فيه سياسة الصين الصارمة لأجل عيون دنيا

تقنيا، طلبات اللجوء الموجهة إلى الامم المتحدة مسطرتها تأخذ وقتا لا يقل عن بضعة اسابيع او شهور لكي توافق عليه او ترفضه، بعد دراسة الملف، ومراجعة الحجج، والتأكد من أن الأمر بالفعل هروب من اضطهاد سياسي، أو مجرد فرار من العدالة

وبما ان الصين ليست ارض لجوء، ففي حالة الموافقة على طلبها، يجب على مفوضية اللاجئين ان تجد بلدا آخر لاستقبال الفيلالي، والسؤال المطروح، هو هل سمحت السلطات الصينية بذلك، أم أن التقارير الإخبارية التي تقول أنه تم رفض طلبها صحيحة وأن الأمر كان كذبة أخرى من كذباتدنيا؟ يجب الانتظار حوالي شهر حيث يتم اخراج طلبات اللجوء الى العموم التي تصدرها الأمم المتحدة عند نهاية كل اخر سنة.

قلت لكم منذ البداية أن الأمر أشبه بمسلسل مكسيكي “حامض” فدنيا الباحثة عن البوز ولو بالتحريض والتلفيق ضد بلدها، هي فقط حالمة بلعب دور المناضلة الفذة التي لا يشق لها غبار، ووجدت جوقة من أشباه المناضلين “بيعوها لعجل” واختلط لديها الواقع بالخيال، لدرجة أن حالتها اليوم تستدعي الشفقة، وأنا من هذا المنبر أنصح من في محيطها أن يعرضها على أقرب طبيب نفسي لتقييم حالتها، ولا أقولها سخرية، ولكن أقولها بصدق.

ومن سوء حظ دنيا أن هذا يتزامن مع أخبار أخرى تقول بأن المحكمة العليا في المغرب، تعقد جلسة جديدة للنظر في قضية ترحيل ناشط صيني من طائفة الإيغور إلى بلاده، وهو معتقل بالمغرب لاتهامه “بارتكاب أعمال إرهابية” من طرف بكين، وقد تم اعتقاله بناء على اتفاق تعاون قضائي بين البلدين وقع سنة 2016”.

اتفاقية التعاون القضائي هاته قد تخول للصين تسليم دنيا الفيلالي إن طالب بها المغرب، وهو الأمر الذي لم يحدث إلى الآن، وأنا أعتقد أن المغرب أكبر من أن يعطي قيمة لمثلها، وهي بفرارها من العدالة فرضت على نفسها منفى اختياريا، تتوهم فيه بأن المغرب يطاردها ويرسل لها من يقتلها كما ادعت من قبل، وهو الادعاء الذي أصابني فعلا بالضحك.

هناك من يتوقع أن الصين كرد فعل على ادعاءات الفيلالي في حقها، وإظهارا لحسن النية تجاه المغرب، قد تقوم فعلا بتسليمها للمغرب كي تمثل أمام القضاء، وتقضي عقوبتها إن ثبتت في حقها التهم المنسوبة إليها، وهو الخيار الذي هربت منه، ليس فقط لأنها تعرف أنها ارتكبت مخالفات يجرمها القانون، ولكن لأن أمامها قضايا أخرى لأفراد نصبت عليهم بالمغرب، قبل أن تلوذ بالفرار إلى خارج البلد

مسلسل دنيا الفيلالي مستمر، وقد تخرج علينا غدا بإعلان أنها حصلت على اللجوء السياسي في كوريا الشمالية،

من منكم يعرف دنيا فلينصحها بأن تقرع باب نظام جارتنا الجزائر، فلديها نفس خيالهم، ويشتركون في سوء الإخراج، وستناسب خطهم التحريري بامتياز، خصوصا وأنهم من أكثر متابعيها ومؤيديها في تعليقاتهم بحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك ستحقق ذاتها، وتجد من يصدق خيالاتها.

وفي انتظار الحلقة القادمة من مسلسل دنيا، لا نملك إلا أن نرفع أكف الدعاء ونقول: الله يهدي ما خلق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى