إسواتيني تُحرج جنوب إفريقيا والجزائر وترفض مذكرة دعم “البوليساريو”: لا شرعية لاتفاق وُقّع باسمنا دون علمنا

أعلنت مملكة إسواتيني، في خطوة جديدة تعكس التحولات الجيوسياسية داخل مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC)، عن رفضها القاطع والواضح لمذكرة التفاهم الموقعة بين الأمانة التنفيذية للمجموعة وما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية” الانفصالية، وهي الخطوة التي أثارت موجة من الاستنكار لدى عدد من الدول الأعضاء.
وجاء في بيان رسمي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية في إسواتيني أن هذه المذكرة، التي تم توقيعها بمبادرة من جنوب إفريقيا يوم 2 أبريل 2025، تمت دون علم أو موافقة مسبقة من الدول الأعضاء في المجموعة، في خرق صريح لمعاهدة وميثاق “SADC”، ولقرارات قممها التي لم تمنح يوما تفويضا لتوقيع مثل هذه الوثائق مع كيان غير معترف به.
واعتبرت إسواتيني، في مذكرة شفوية موجهة للأمانة العامة للمنظمة، أن هذه المبادرة غير الشرعية لا تمثلها، مؤكدة أن المملكة “لا تعتبر نفسها ملزمة قانونيا بأي من بنود مذكرة التفاهم”، التي وصفتها بـ”غير الملزمة وغير القانونية”. وأضافت أن مذكرة التفاهم الموقعة مع كيان غير معترف به دوليا “لا تمتلك أي أثر قانوني” تجاه الدول الأعضاء التي لم تُستشر أو تُخطر بها.
ويأتي هذا الموقف الحازم من إسواتيني بعد موقف مماثل عبرت عنه مالاوي، لينضما معا إلى دول أخرى داخل المنظمة سبق أن فتحت قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، تأكيدا لاعترافها بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ومن بين هذه الدول جزر القمر، زامبيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، والسيشل، وهي دول لا تعترف بـ”البوليساريو”، وتعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي حلا واقعيا وعمليا للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكدت وزارة خارجية إسواتيني أن المملكة “تجدد دعمها الثابت للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب سنة 2007″، مشددة على أنها ترى في هذه المبادرة “الحل الجدي والوحيد” لإنهاء النزاع.
وأبرزت المذكرة أن “إسواتيني ترفض أي محاولات لزعزعة الاستقرار الإقليمي تقوم بها أطراف انفصالية مدعومة من الجزائر وتُستغل كأداة سياسية من قبل جنوب إفريقيا”، مؤكدة أن المملكة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات فرض الأمر الواقع أو التلاعب بسيادة الدول داخل القارة”.
هذا ويعكس موقف إسواتيني توجها متزايدا لدى العديد من الدول الإفريقية نحو التحرر من ضغوط المحور الجزائري-الجنوب إفريقي، واختيار الانحياز إلى العدالة والشرعية الدولية، كما يمثل هذا التوجه امتدادا للدعم المتنامي الذي يحظى به المغرب في إفريقيا، بفضل الجهود الدبلوماسية المتواصلة التي يقودها الملك محمد السادس.
ويُذكر أن مملكة إسواتيني كانت قد افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيون سنة 2020، في تأكيد دبلوماسي رسمي لاعترافها بسيادة المغرب على صحرائه.
فيما يضع هذا التحول المتسارع في مواقف دول الجنوب الإفريقي ضغوطا متزايدة على الأمانة التنفيذية لمجموعة “SADC”، ويطرح تساؤلات جدية حول حيادها واستقلالية قراراتها، خاصة في ظل استمرار بعض الدول الأعضاء في استغلال المنظمة لأجندات إيديولوجية تتنافى مع روح التعاون الإفريقي.