
يبدو أن أول دولة تتعرض للقصف بواسطة صواريخ إيران الصوتية، التي طالما امتدح فرط صوتها حميد المهداوي، كانت هي المملكة المغربية!
فمن المفارقات الغريبة أن أول دولة تستهدفها انشطارية القنبلة النووية الإيرانية، التي طالعها عزيز غالي في فنجان التنجيم عند حميد المهداوي، كان هو المغرب وليس “الشيطان الأكبر” ولا حليفته إسرائيل.
ففي أول استحقاق أممي، تنصلت إيران من شيعتها في المغرب، ممن يهيمون عشقا في رؤوسها الحربية، وانبرت تدافع عن تقسيم هذا المغرب وبلقنته، واصفة إياه بأبشع مفردات الإمبرالية والنيو-كولونيالية.
بل إن إيران لم يشفع عندها ولاء الأئمة الثلاثة الجدد، وهم حسن بناجح وعزيز غالي وحميد المهداوي، ولم تبالي كذلك بدعوات التطبيع المغربي الفارسي التي أطلقها “وايحمان” والهناوي، وكان أول بلد تقصفه في ردهات اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة هو المغرب شعبا وحكومة ونسقا سياسيا!
إنها حقيقة إيران..التي حوّل لها حسن بناجح حسابه الشخصي في فايسبوك إلى كربلاء جديدة، ليلطم فيها صدره العاري من حب الوطن، والمسكون بالإيمان لأبناء الحسين من زوجته سليلة كسرى الفارسي.
إنها إيران التي كان حميد المهداوي يُمنِّي النفس باقتناء صواريخها الصوتية، لكي يُجفي النوم من جفون فرنسا وإسبانيا، قبل أن تُشنِّف أسماعه مندوبة إيران في الأمم المتحدة بأطماع تقسيم المغرب وتشرذمه على غرار ما فعلته في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
فهل سيحافظ حميد المهداوي على عهده ورغبته في صواريخ إيران “الفموية”، بعدما أيقن مشاريعها التخريبية في المغرب، أم أنه سيكتفي بدبابته المسجاة بوسائل التخفي، والتي يخرجها بين الفينة والأخرى من جرابها، مثل ثعلب محمد زفزاف، كلما أراد تمييع النقاش حول متابعاته القضائية في أحداث الحسيمة.
وهل لازال عزيز غالي ينتظر انشطار قنبلة إيران النووية، التي قال أنها وشيكة الانفجار في تل أبيب؟ أم أنه سيكتفي فقط بشظايا هذه القنبلة التي انفجرت في ظهر المغرب عبر ماسورة مندوبة إيران المتخلفة في هيئة الأمم المتحدة.
وهل سيستمر حسن بناجح في ظلاله القديم، الذي يدين فيه بالولاء لولاية الفقيه، تأسيا بولاية المرشد، أم أنه سيتبرأ من إيران بسبب رغبتها في تقسيم المغرب وفصل أوصاله لحساب البوليساريو والجزائر؟
لقد برهنت إيران، مرة أخرى، أنها دولة مارقة لا يتبعها إلا المارقون. وها هي عند أول امتحان تتنصل من ولاء شيعتها الذين طالما رددوا عبارة “كلنا إيرانيون”!
بل إنها لم تستحضر عويل حسن بناجح، ولا مديح حميد المهداوي لصواريخها الصوتية، ولا هيّام عزيز غالي في مُجسمات قنبلتها النووية المزعومة، وعندما أرادت أن تسدد غباءها توجهت غربا نحو المغرب، ونسيت أن غريمها الاستراتيجي يوجد في الشرق القريب.
ألا تباً لمن ينشد القرب من العدو بدعوى الانتقام من نظام بلاده. وتباً لمن يرنو الولاء للشيعة تحت ذريعة أن السنة مطبعون!!!وللأسف ما أكثر هؤلاء في المنصات التواصلية هذه الأيام.
لكن من عدالة القدر، أن إيران قررت تلقائيا أن تفضح من يهيمون حبا في صواريخها وقنابلها الصوتية، وعندما أرادت أن تجري تجاربها النووية كان أول من أشعلت فيه النيران: هي تلابيب أسمال حميد المهداوي وعزيز غالي وحسن بناجح وغيرهم من الباحثين عن العزة في مضجع نظام الملالي.