الأخبارخارج الحدودمستجدات

اتفاق تاريخي بين قبائل الطوارق ينسف أوراق الجزائر في مالي ويُعزز السيادة الوطنية

الخط :
إستمع للمقال

أعلنت كبرى قبائل الطوارق في مالي يوم الأحد 27 أبريل 2025، في خطوة تُعد تحولا استراتيجيا في المشهد الإقليمي، عن توحيد صفوفها دعما للسلام والمصالحة الوطنية، في موقف واضح يُجهض محاولات الجزائر المتكررة لاستخدام ملف الطوارق كورقة ضغط سياسية وأمنية ضد الدولة المالية.

وفي هذا السياق، شهد الاجتماع، الذي احتضنته العاصمة باماكو برعاية وزارة المصالحة الوطنية والسلام والتماسك الوطني، توقيع قبائل الإدنان، والإمغاد، والإيداكساك على ميثاق مشترك يؤكد التزامها بالدفاع عن وحدة مالي وسيادتها، ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، ورفض أي تدخل خارجي يسعى لتقويض استقرار البلاد.

وفي بيانهم المشترك، وصف زعماء الطوارق—أحمد آغ بويا، وموسى آغ أشاراتومان، والحاجي غامو—هذه الخطوة بأنها “بداية جديدة تطوي صفحة الماضي، وتؤسس لمستقبل يسوده الأمن المشترك، خصوصا في شمال مالي، الذي ظل عرضة للتدخلات الجزائرية عبر دعمها لمجموعات انفصالية مسلحة”.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين مالي والجزائر، بعد أن شن الجيش المالي عمليات نوعية ضد فصائل يُشتبه بتلقيها دعما استخباراتيا من الجزائر، ضمن ما يُعتبر محاولات مستمرة من النظام العسكري الجزائري لفرض وصايته على الملف الطوارقي وتوظيفه لتحقيق أهداف جيوسياسية.

كما أكد الموقعون دعمهم للرئيس الانتقالي الجنرال أسيمي غويتا، معتبرين أن الاستقرار والأمن هما شرطا التنمية، فيما دعوا إلى عودة اللاجئين وبناء عقد وطني يُنهي حقبة التدخلات الأجنبية ويحمي السيادة المالية.

ويمثل الاتفاق رسالة صريحة بأن الطوارق ليسوا أداة في يد أي طرف خارجي، بل شركاء في بناء الدولة، وأن استخدامهم كورقة سياسية من قبل جنرالات الجزائر قد بات من الماضي، كما يُعد الاتفاق ضربة موجعة لمخططات الجزائر في منطقة الساحل، ويمهد الطريق لبسط سيادة باماكو على كامل أراضيها دون وصاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى