الأخبارمجتمعمستجدات

احتفال الغابون بذكرى استقلالها بالعيون.. تعاون اقتصادي مشترك بين البلدين ودعم متواصل من قبل الجمهورية لمغربية الصحراء

الخط :
إستمع للمقال

تشكل العلاقة بين المغرب والغابون نموذجا ملموسا على تبصر الدبلوماسية الملكية والمجهودت الحثيثة للملك محمد السادس وعمله المتواصل على تعزيز الروابط مع البلدان الإفريقية، بحيث تتجاوز الجانب السياسي لتغطي جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والدينية وغيرها.

علاقات استثنائية

عرفت هذه العلاقات الاستثنائية بين المغرب والغابون، التي أرسى أسسها المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس الغابوني السابق عمر بونغو زخما أكثر بفضل رؤية الملك محمد السادس المدافع عن القارة الإفريقية، والرئيس علي بونغو، القائدان اللذان تحذوهما إرادة مشتركة لجعل إفريقيا قطبا صاعدا يتنافس مع قارات العالم الأخرى.

وخلال شهر يناير من سنة 2020 افتتحت جمهورية الغابون قنصلية عامة لها بالعيون، في حفل تدشين ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره الغابوني آلان كلود بيلي باي نزي، في خطوة تعكس الدعم الراسخ للغابون لمغربية الصحراء وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

تعاون اقتصادي مشترك

 وينضاف الرابط السياسي القوي بين المغرب والغابون، إلى تعاون اقتصادي كثيف بين البلدين، برز أساسا من خلال الاستثمارات العديدة للشركات المغربية في مختلف قطاعات الاقتصاد الغابوني وتعزز من خلال الزيارات المتعددة للملك محمد السادس إلى الغابون والتي مكنت من تنويع الشراكة بين البلادين على مستوى عدد القطاعات، بينها البنوك والتأمين والاتصالات والتعدين والبنية التحتية والنقل والبناء، والسياحة والفلاحة والصحة والطاقة والمعادن وحماية البيئة.

وفي هذا الصدد، قال الأكاديمي والمحلل السياسي محمد بودن، إن العلاقات بين المملكة المغربية و جمهورية الغابون مطبوعة بالتضامن الدائم والتلقائي والتعاون المعمق، مشيرا إلى أنها علاقات استثنائية تذوب معها المسافة الجغرافية بين البلدين على الواجهة الأطلسية، بحكم الوشائج القوية التي تجمع الملك محمد السادس بالرئيس الغابوني علي بونغو”.

دعم متواصل لمغربية الصحراء

أفاد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في تصريح لـ”برلمان.كوم”، أن الغابون يعد من بين أكثر البلدان التي زارها الملك محمد السادس علاوة على رصيد حافل من العلاقات التاريخية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بين البلدين والإطار القانوني الغني بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم وآليات التشاور والتنسيق المشترك”.

وذكر بودن، أن دولة الغابون تؤكد باستمرار دعمها لسيادة المغرب على صحرائه وبأكثر من صيغة، إذ منذ مشاركة وفد غابوني هام في المسيرة الخضراء سنة 1975، بقي الدعم الغابوني ثابتا ومتأصلا للوحدة الترابية للمملكة المغربية داخل الاتحاد الإفريقي”.

وفي هذا الإطار، استحضر المحلل السياسي، الملتمس الذي قدمه الرئيس الغابوني باسم ما يزيد عن 28 دولة إفريقية لرئيس الاتحاد الإفريقي بعد الرسالة التاريخية التي وجهها الملك محمد السادس لرئيس الاتحاد الإفريقي في القمة 27 لذات الاتحاد سنة 2016”، مبرزا أن جمهورية الغابون أكدت أيضا على مستوى الأمم المتحدة مواقفها الثابتة تجاه سيادة المغرب على صحرائه أثناء شغلها لمقعد غير دائم بمجلس الأمن في الفترات التالية: 1978-1979 و1998-1999 و2010-2011″.

واستطرد المتحدث، أن فتح جمهورية الغابون لقنصلية عامة بمدينة العيون شهر يناير 2020 يعد تعبيرا آخر عن دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية، والذي يتعزز بزيارات الوفود الغابونية للصحراء المغربية وباحتفال رسمي بذكرى استقلال الغابون بمدينة العيون.

وخلص محمد بودن في حديثه مع الموقع، إلى أنه ”ينتظر أن تستمر الشراكة الغابونية في حصد نتائج هامة مستقبلا في ظل روح متميزة تطبع العلاقة بين الرباط وليبروفيل، وفي خضم التوافق التام بشأن قضايا إقليمية وقارية والفرص التي سيتم استكشافها في المواعيد الثنائية القادمة”.

وجدير بالذكر، أن القنصيلة العامة لجمهورية الغابون بمدينة العيون، خصصت برنامجا خاصا لتخليد الذكرى الـ62 لاستقلال بلادها، بحيث عرف على مدى يومي 16 و17 غشت الجاري، تنظيم أنشطة رسمية بحضور سفير الغابون لدى المملكة المغربية أبو بكار مينكو مينسيمي، ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من الشخصيات الغابونية والمغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى