الأخبارمجتمعمستجدات

استثمار استراتيجي لاتصالات المغرب لدعم التحول الرقمي بموريتانيا

الخط :
إستمع للمقال

تشهد موريتانيا تطورا ملحوظا في العديد من القطاعات، ولا يُستثنى المجال الرقمي من هذا النمو، إذ بفضل استثمارات استراتيجية، بدأت البلاد تأخذ مكانة بارزة كفاعل تكنولوجي في المنطقة، وتلعب مجموعة اتصالات المغرب، الفاعل الرئيسي في إفريقيا، دورا محوريا في هذا التحول من خلال تعزيز وجودها في موريتانيا عبر استثمارات ضخمة تهدف إلى تحديث البنية التحتية للاتصالات وتحسين الربط الوطني بهذا البلد الجار.

ووفقا لمعطيات، اطلع عليها موقع “برلمان.كوم”، فإن اتصالات المغرب تؤدي دورا رئيسيا في موريتانيا عبر فرعها “مووف موريتل”، حيث في السنوات الأخيرة ركزت الشركة جهودها على تطوير تغطية الشبكة في البلاد بما يتماشى مع متطلبات المجتمع الرقمي، وذلك من خلال برنامج استثماري استثنائي الذي تقدر قيمته ب14 مليار أوقية قديمة، تم إنجازه في فترة قياسية لا تتجاوز سبعة أشهر، حيث تمكنت اتصالات المغرب من تحقيق نقلة نوعية في مجال الاتصال في موريتانيا، إذ كان من أبرز المشاريع التي نفذتها ربط البلاد بالكابل البحري “WAC”، باستثمار تجاوز 8 مليارات أوقية قديمة، لربط موريتانيا بالبنية التحتية الدولية عبر نقطة نواذيبو، مما عزز بشكل كبير سرعة واستقرار الاتصالات الدولية في البلاد.

ولم تقتصر هذه الاستثمارات على الربط الدولي فحسب، بل شملت أيضا توسيع شبكة الألياف البصرية (FTTH) لتوفير سرعة إنترنت فائقة للموريتانيين، تصل إلى 200 ميغابت في الثانية في مدن رئيسية مثل نواكشوط ونواذيبو. ونتيجة لذلك، أصبحت موريتانيا واحدة من أفضل الدول اتصالا في غرب إفريقيا، مع تغطية شبكة تتجاوز 97% من السكان، حيث أدت هذه التطورات إلى تمكين البلاد من أن تصبح مركزا رقميا إقليميا.

وتأتي الإنجازات المحققة في موريتانيا في إطار استراتيجية أوسع لاتصالات المغرب لتعزيز وجودها في إفريقيا. فبين عامي 2006 و2023 قد استثمرت الشركة، الرائدة في السوق المغربية، أكثر من 45.4 مليار درهم في فروعها الإفريقية، منها 4.5 مليارات درهم خلال عام 2023 وحده، وهو ما يمثل 24.7% من إيراداتها السنوية، إذ تعكس هذه الاستثمارات التزام الشركة بتلبية الطلب المتزايد على الاتصال وتحسين البنية التحتية في الدول التي تعمل فيها.

هذا ولا تقتصر جهود اتصالات المغرب على تحسين الاتصال المحلي فقط، بل تشمل أيضا تطوير البنية التحتية الرقمية عبر القارات، فمن بين المشاريع الكبرى التي نفذتها، الكابل البري العابر لإفريقيا الذي يربط المغرب بالنيجر عبر موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، بطول 5700 كيلومتر، كما يضاف إلى ذلك الكابل البحري الدولي “غرب إفريقيا”، الذي يمتد على مسافة 9400 كيلومتر، لربط غرب إفريقيا بأوروبا عبر المغرب، وهو الأمر الذي يعزز البنية التحتية الإقليمية ويسهل تدفق المعلومات عبر القارة.

ومن خلال استثماراتها المستمرة في البنية التحتية، تلعب اتصالات المغرب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول التي تنشط فيها، حيث في موريتانيا، لا تقتصر أنشطة الشركة على تقديم خدمات الاتصالات فقط، بل تشمل أيضا تمويل مشاريع الإدماج الرقمي ودعم التعليم والابتكار التكنولوجي. ومع اعتبار الوصول إلى الإنترنت أولوية حكومية، تبرز اتصالات المغرب كشريك استراتيجي يساهم بفاعلية في التحول الرقمي للبلاد.

وتمثل هذه الرؤية امتدادا لجهود الشركة في جميع أنحاء إفريقيا، حيث تُعتبر استثمارات اتصالات المغرب أداة حاسمة للتنمية في قارة تشهد تحولات رقمية متسارعة، فيما تؤكد الشركة ريادتها في قطاع الاتصالات بإفريقيا من خلال وضع الاتصال في صميم عملية التنمية المستدامة للقارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى