الأخبارمجتمعمستجدات

الإدريسي: لم نلمس التراجع الذي تحدث عنه أمزازي بخصوص الهدر المدرسي

الخط :
إستمع للمقال

بات مشكل الهدر المدرسي يشكل أزمة حقيقة تدق ناقوس الخطر في المجتمع المغربي، حيث يظطر آلاف التلاميذ مغادرة المؤسسات التعليمية لأسباب اجتماعية واقتصادية سواء في العالمين الحضري أو القروي.

فرغم خروج سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، سابقا بأن الهدر المدرسي عرف تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، خاصة ما بين الموسمين الدراسيين 2014-2015 و2018-2019 حيث تراجعت بالتعليم الابتدائي من 2,9% إلى 0,6%؛  أما فيما يخص التعليم الثانوي الإعدادي فقد تراجعت من 12,2% إلى 10,7% خلال نفس الفترة، في حين عرف عدد المنقطعين انخفاضا مهما بالثانوي التأهيلي حيث انتقلت نسبة الانقطاع من 13,9% إلى 9,1%، إلا أنها تبقى ظاهرة خطيرة يعاني منها المجتمع المغربي.

وفي هذا الصدد، أكد عبد الرزاق الإدريسي الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، كنقابة” لا نلمس التقدم ولا حتى التراجع الذي تقدم به وزير التربية والتعليم أمزازي، لا من خلال الاجراءات المتخذة من طرف الدولة، ولا الحكومة، ولا حتى من قبل التربية الوطنية، فلازال المجال يعاني من نفس المشاكل، لا وجود للداخليات ولا المطاعم ولا حتى محفزات لأولياء التلاميذ، من مؤسسات وتجهيزات وفضاءات..إلخ”.

وأضاف نفس المتحدث، أن الهدر المدرسي”باق في حدود 350 ألف طفل أقل من 15 سنة يغادرون المدرسة، وسرعان ما يلتحقون بجيش الأمية في المغرب، التي تشكل حسب الاحصائيات الرسمية الثلث من معدل العام للمغاربة، والتي تنتج عنه سوء النمو والتخلف ومجموعة من المشاكل التي تنعكس سلبا على التقدم بالمغرب”.

وفي سياق متصل أكد الإدريسي أنه من الواجب أن توفر الدولة مؤسسة مستقلة من أجل تقديم إحصائيات رسمية حول الهدر المدرسي بعيدا عن التحايل الذي يلاحق الأرقام.

وأفاد نفس المتحدث أن الوزارة في الوقت الذي كان أمامها إصلاح المنظومة التعليمية لتشجيع التلميذ والطالب على التمدرس، إلتجأت لسياسة أسوأ وهي عملية تضخيم النتائج ونقاط تلاميذ فوق العادة الامر الذي أفضى إلى التسبب في النتائج الكارثية حيث يصعب عليهم تخطي المراحل الأولية من التعليم وهو ما دفع بالكثير عدم إكمال الدراسة.

وحسب الرأي الشخصي لعبد الرزاق، فلتقليص أزمة الهدر المدرسي يجب إصلاح المنظومة التعليمية بشكل حقيقي، من خلال توفير البنيات التحتية الضرورية، وتقريب المؤسسات من التلاميذ والتلميذات خاصة في العالم القروي، بالإضافة إلى ذلك توفير الأطر التربوية والإدارية والكفاءات التي من الواجب عليها أن تساعد التلميذ للمضي قدما بمستواه، معتبرا في الوقت نفسه أن هذه الظاهرة لها علاقة وطيدة بأزمة التعليم التي يعيشها المغرب بالإجماع.

وختم الإدريسي كلامه بأن مجموعة من العوامل تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة المخيفة، من بينها الفقر أيضا، والتهميش، والمستوى الضعيف الذي يتلقاه التلميذ في الأقسام الأولية بالإضافة إلى الظروف الإجتماعية التي تؤثر أيضا سلبا على نفسية الناشئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى