

أثار غياب أو بالأحرى تغييب الرئيس الجزائري الصوري، عبد المجيد تبون، ومنعه من طرف نظام العسكر الحاكم في البلاد، من الحضور للقمة العربية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية، أمس الجمعة، ردود أفعال كثيرة في الأوساط الجزائرية، خصوصا وأن الجزائر كانت هي صاحبة الرئاسة الدورية الحالية لمؤتمر القمة، باعتبارها البلد الذي احتضن النسخة الماضية.
وقد عُقدت القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين، بجدة، والتي جاءت في سياق مطبوع بالتوثر في المنطقة العربية وكذا على المستوى الدولي، بحضور مجموعة من الملوك والأمراء والرؤساء ووزراء الخارجية العرب، وفي غياب تمثيل ديبلوماسي على أعلى مستوى، خاصة وأن تبون عبّر في وقت سابق عن رغبته في الحضور لأشغال هذه القمة، ليقوم نظام العسكر بإرسال الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن مكانه.
وفي هذا الصدد، وجوابا على سؤال حول دلالات غياب أو بالأحرى تغييب الرئيس الجزائري الصوري، عبد المجيد تبون، عن الحضور للقمة العربية بالمملكة العربية السعودية، قال الناشط السياسي والإعلامي الجزائري، وليد كبير، في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، “إن غياب تبون عن قمة جدة طبيعي لأنه تلقى الأوامر من طرف نظام العسكر الحاكم في البلاد”.
وأكد وليد كبير أن نظام العسكر هو من منع تبون من الحضور للقمة، لعدة اعتبارات أولها أن الكابرانات رفضوا الوساطة السعودية لإنهاء التوثر القائم بين الجزائر والمغرب، وثانيا لأن نظام العسكر رأى بنوع من عدم الرضا طريقة تعامل الدبلوماسية السعودية مع الجزائر، بعدما لم يسلم وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الذي قدِم إلى الجزائر، دعوة الحضور للقمة بشكل مباشر إلى الرئيس عبد المجيد تبون، واكتفى فقط بتكليف السفارة السعودية بالجزائر لتسليمها لوزير الخارجية، أحمد عطاف.
وأضاف الناشط السياسي والإعلامي الجزائري في ذات التصريح، أن الأمر الآخر الذي دفع بالعسكر لتغييب تبون، متعلق بتهميش السعودية للكابرانات فيما يخص الملف السوري ما أثار حفيظة النظام العسكري ولم يتقبل الأمر.
ونفى وليد كبير أن يكون هناك دور جزائري في ما يخص عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية، كما روّجت لذلك الأبواق الإعلامية لنظام العسكر، مؤكدا أن مسألة رجوع نظام بشار الأسد لشغل مقعد سوريا للحضن العربي، مرتبط أساسا بالاتفاق الذي حصل بين السعودية وإيران لاستئناف علاقتهما بعد سنوات من القطيعة.
وبخصوص تغييب تبون بسبب حضور زيلينسكي للقمة العربية، لم يستبعد الإعلامي الجزائري، وليد كبير، أن يكون للأمر علاقة بالقرار، لكن بدرجة أقل، معتبرا أن حضور الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي لأشغال قمة الجامعة العربية كضيف شرف، بدعوة من بن سلمان، في إطار مصالح المملكة السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، أمرا مفاجئا.
وختم وليد كبير تصريحه، بأن الأسباب الرئيسية لتغييب تبون عن القمة العربية مرتبطة أساسا بملف العلاقات بين المغرب والجزائر ومحاولات السعودية لعب دور الوساطة بما ينهي الخلاف، ولكن بالدرجة الأساس بما يراعي مصلحتها في إطار رؤية اقتصادية تروم من ورائها بعث سوق عربية مشتركة حرة، وأن التوثر بين الجزائر والمغرب يعيق تلك الرؤية.