

نشرت صحيفة “التايمز” الأمريكية تقريرا مطولا، تحدث فيه كاتبه عن مخاطر العزلة الدولية والإقليمية التي باتت تهدد تونس بسبب التصريحات العنصرية للرئيس قيس سعيّد، تجاه مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأشار التقرير المذكور والذي أعده الكاتبان جين فلانغان وريتشارد سبنسر إلى أن تونس كانت في وقت سابق أمل الربيع العربي، لكنها اليوم أصبحت معزولة من جوارها، وهناك مخاطر من مقاطعة المؤسسات المالية الدولية لها بعد حملة القمع ضد المهاجرين التي أعلنها الرئيس سعيّد الذي يميل نحو الحكم الديكتاتوري.
وتحدث الكاتبان عن تداعيات تصريحات قيس سعيّد على المهاجرين الأفارقة بتونس، مشيرين إلى أنه وبعد يومين فقط من تصريحاته، بدأت موجة من الهجمات على المهاجرين غير الشرعيين، حيث ضُرب المئات واعتُقلوا وطردوا من منازلهم، ومنعوا من استخدام وسائل المواصلات العامة، وتم تسريحهم من أعمالهم.
ولم يغفل التقرير الانقلاب الذي قاده سعيّد شهر يوليوز 2021، مشيرا إلى أنه قام بحلّ البرلمان وعزل رئيس الوزراء، ووعد بإعادة حكومة دستورية في 30 يوما، ولكنه فشل، وقام بشن حرب ضد معارضيه معتمدا على القضاء ومراسيمه الشخصية.
وأوضح ذات التقرير أن تعليقات سعيّد الأخيرة أثارت قلق الاتحاد الأوروبي، الذي يتعاون مع تونس في برامج لتخفيض حركة المهاجرين في البحر المتوسط. وغرق آلاف المهاجرين وهم يحاولون عبور البحر في السنوات الأخيرة.
وأشار التقرير أيضا إلى الخطوة التي اتخذها البنك الدولي هذا الأسبوع والتي وصفها بالمتشددة، وإلى تصريح مدير البنك الدولي ديفيد مالباس الذي قال فيها بأن “سلامة وشمول المهاجرين والأقليات تعتبر جزءا من قيم المؤسسة الرئيسية، والاحترام ومعاداة العنصرية بكل أشكالها وصيغها”. وأضاف أن “التعليقات العامة التي تثير التمييز والعدوان والعنف غير مقبولة تماما”.