الترخيص لروبوتات التوصيل لتقديم خدماتها في كل أنحاء اليابان – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

0:47 - 14 فبراير 2023

الترخيص لروبوتات التوصيل لتقديم خدماتها في كل أنحاء اليابان

برلمان.كوم

ظهرت في اليابان مؤخرا، ربوتات صغيرة بعجلات رباعية، تمشي بين المارة، مرددة عبارة “عفوا ، سأمر “، ويتعلق الأمر بربوتات توصيل في مرحلة التجريب، سيرخص لها بصفة رسمية تقديم خدماتها في كل أنحاء البلاد، ابتداء من أبريل المقبل.

وكمثال على هذه الربوتات، ربوت “ديلي رو”، الذي طورته شركة “زي ام بي”، وهو يشبه لعبة كبيرة مع عيون مستديرة صممت بطريقة تترك انطباعا جيدا لدى المارة.

وبحسب رئيس شركة “زي ام بي”، الشركة المصنعة لهاته الربوتات، في تصريحه لوكالة فرانس برس، فما يزال المسار طويلا قبل رؤية روبوتات التوصيل منتشرة في أنحاء اليابان، مضيفا أن الروبوتات “دخلت حديثا إلى مجتمعات البشر، لذا من المهم أن تكون لطيفة ومحبوبة حتى تكتسب ثقتهم”.

وتختبر شركة “زي ام بي”، التي تتخذ من طوكيو مقرا لها، منذ سنوات روبوتات التوصيل التي ابتكرتها، بالشراكة مع مجموعات كبيرة من أمثال “جابان بوست”.

وتم التفكير في اللجوء لخدمات الربوتات، بالنظر إلى الطلب المتزايد على خدمات التوصيل، الذي يواجه نقصا حادا في اليد العاملة، في ظل الارتفاع المتزايد على التسوق الإلكتروني منذ بداية الجائحة، وكذا بالنظر الى طبيعة الشعب الياباني، الذي يعتبر مسنا، إذ تتخطى أعمار 30% من اليابانيين الـ65 سنة، فيما يقطن عدد كبير من كبار السن مناطق ريفية غير مكتظة يصعب الحصول فيها على السلع الأساسية.

وفي هذا السياق يقول داي فوجيكاوا، وهو مهندس في شركة “باناسونيك” اليابانية، إن “النقص في اليد العاملة في مجال خدمات التوصيل يمثل تحديا مستقبليا “، مضيفا “آمل أن تستخدم روبوتاتنا لأداء المهمة في المناطق التي تظهر حاجة إليها”.

وعلى غرار اليابان بدأت دول مثل المملكة المتحدة والصين في الإعتماد على روبوتات مماثلة تتولى مهمة التوصيل، إلا أن اليابان تبدي قلقا من خطر تعرض الروبوتات إلى حوادث اصطدام أو سرقة، وهو ما جعلهم يفكرون في قواعد أكثر صرامة تتمثل في تحديد سرعة قصوى للربوتات لا تتجاوز ستة كيلومترات في الساعة، مما يجعل من “احتمال التعرض لإصابة حادة في حالة وقوع حادث اصطدام منخفض نسبيا “، بحسب أستاذ الهندسة الروبوتية في معهد شيبورا للتكنولوجيا في طوكيو يوتاكا أوشيمورا، الذي أكد أنه في “حال نزل الروبوت من على الرصيف واصطدم بسيارة بفعل تداخل بيانات الموقع المثبتة فيه والمكان الفعلي، فلن يكون ذلك بالمشكلة البسيطة”.

ونجحت شركة “باناسونيك” اليبانية، في تطوير ربوت توصيل، أطلقت عليه اسم “هاكوبو” يمتاز بعدة خصائص ذكية، من قبيل الإدراك وبكيفية مستقلة متى عليه التوقف أو تجاوز عقبة ما، إضافة الى ذلك يتولى أحد الموظفين مراقبة أربعة روبوتات في الوقت نفسه عبر مجموعة من الكاميرات، ويعمل على التدخل عندما يكون الروبوت في منطقة عالية الخطورة كالتقاطعات، فعلى سبيل المثال الربوت ”هاكابو”، مبرمج لإرسال صور إلى المشغلين تظهر إشارات المرور بالوقت الفعلي، ثم ينتظر تعليماتهم.

وإلى حدود اليوم شملت التجارب على “هاكابو”، توصيل أدوية ومواد غذائية إلى سكان فوجيساوا ووجبات خفيفة إلى قاطني طوكيو، فيما يدخل الروبوت أحيانا في محادثات محدودة مع الزبائن.

وفي هذا الإطار، تقول السيدة ناوكو كاميمورا عقب استلامها دواء معالج للسعال من “هاكابو” في أحد شوارع طوكيو “يمكن التسوق براحة مع الروبوتات، وحتى عندما لا تشتري شيئا، لن يراودك شعور بالذنب”.

من جانبه أكد أحد المسؤولين في وزارة الاقتصاد والتجارة والمالية، الجهة المسؤولة عن عمل روبوتات التوصيل، في تصريح لوكالة فرانس برس، أنه “لا نتوقع تغييرا جذريا في المستقبل القريب لأن هناك وظائف بشرية معرضة للخطر”، مضيفا “أعتقد أن اعتماد الروبوتات على نطاق واسع سيحصل تدريجيا “.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *