اخبار المغربمجتمعمستجدات

التساقطات المطرية الأخيرة.. بين الأمل في إنقاذ الموسم الفلاحي ومحدودية التأثير

الخط :
إستمع للمقال

شهدت المملكة المغربية خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، أعادت الأمل للفلاحين في إمكانية تحسين الموسم الفلاحي بعد فترة طويلة من الجفاف وضعف التساقطات.

وتأتي هذه الأمطار في وقت حرج، حيث يعتمد القطاع الفلاحي بشكل كبير على الموارد المائية الطبيعية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزراعة البورية، غير أن التساؤل المطروح هو: هل يمكن لهذه الأمطار المتأخرة أن تنقذ الموسم الفلاحي الحالي؟

في هذا السياق، صرح الخبير المناخي مصطفى بنرامل لموقع “برلمان.كوم” بأن هذه التساقطات المطرية، رغم أهميتها، لا يمكن أن تغير مسار الموسم الفلاحي بشكل جذري، خاصة فيما يتعلق بمحصول الحبوب.

وأوضح أن نجاح هذا المحصول مرتبط أساسا بتساقطات منتظمة خلال الفترة الممتدة من شهر نونبر إلى مارس، وهو ما لم يتحقق هذا الموسم.

وأشار بنرامل إلى أن الأمطار المتأخرة يمكن أن تكون مفيدة لقطاعات فلاحية أخرى، مثل الزراعات الربيعية التي تشمل الخضروات والقطاني والأعلاف، حيث ستساهم في تحسين نمو هذه المزروعات وتخفيف الأضرار الناجمة عن قلة التساقطات في الأشهر الماضية.

من جهة أخرى، أكد الخبير أن هذه الأمطار سيكون لها تأثير إيجابي على المراعي، مما سينعكس بشكل مباشر على قطاع تربية المواشي، إذ ستوفر الكلأ الطبيعي للماشية، وهو ما قد يساهم في تقليل تكاليف العلف التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة.

أما بخصوص الموارد المائية، فقد أوضح بنرامل أن هذه التساقطات ستساعد في تغذية الفرشة المائية ورفع منسوب المياه في بعض السدود، مما سيحسن الوضع المائي في بعض المناطق، لكنه شدد على أن هذا التأثير يظل محدودا نظرا للنقص الحاد في الأمطار خلال الأشهر الماضية.

وحول تأثير هذه التساقطات على الإنتاج الفلاحي العام، أشار بن رامل إلى أن الفلاحة المغربية تواجه تحديات أخرى، مثل ارتفاع درجات الحرارة خلال فترات الشتاء، مما أثر على المحاصيل الشتوية وأدى إلى انخفاض المردودية، وهو عامل إضافي يحد من تأثير الأمطار المتأخرة.

وأضاف أن التفاوت الجغرافي في توزيع الأمطار يلعب دورا مهما في تحديد مدى استفادة المناطق المختلفة، حيث أن بعض المناطق الشمالية والجبلية قد تستفيد أكثر من هذه التساقطات مقارنة بالمناطق الجنوبية التي تعاني من جفاف أكثر حدة.

وشدد الخبير المناخي على ضرورة تبني سياسات مائية مستدامة وتحسين أنظمة الري لمواجهة التقلبات المناخية، مؤكدا أن الاعتماد الكلي على التساقطات المطرية لم يعد كافيا لضمان استقرار الإنتاج الفلاحي في المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى