إقتصاداخبار المغربمستجدات

التكامل الكهربائي في إفريقيا.. المغرب في طليعة المستفيدين لتحقيق تحول طاقي شامل

الخط :
إستمع للمقال

نشرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) تقريرها الجديد “التوقعات العالمية لتحولات الطاقة 2024″، والذي يركز على الإمكانات الاقتصادية والبيئية لتكامل شبكات الكهرباء في إفريقيا.

ويتناول التقرير التحديات والفرص التي قد تنشأ من هذا التحول، ويبرز المغرب كأحد الدول الإفريقية التي ستستفيد بشكل كبير من هذا التكامل نظرا لاحتياجاته المرتفعة للطاقة، ولرغبته في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة.

ووفقا للتقرير، يعد خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري في إفريقيا أحد الأهداف الأساسية لهذا التكامل القاري، ففي ظل السيناريوهات المتوقعة من برنامج “CMP Africa” التابع لمنظمة “AUDA-NEPAD”، ستتيح الشبكات الكهربائية القارية خفض استهلاك الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري بنسبة 36%، مما يقلل من استخدام الوقود الأحفوري من 1339 تيراواط/ساعة إلى 853 تيراواط/ساعة.

ويمثل هذا المكسب البيئي فرصة اقتصادية كبيرة لأكبر عشرة مستهلكين للطاقة في إفريقيا، بما في ذلك المغرب، الذي يمثل مع هذه الدول حوالي 80% من الطلب القاري، بإجمالي يصل إلى 3281 تيراواط/ساعة، وبالتالي، فإن تكامل الشبكات لن يساهم فقط في خفض الاعتماد على الطاقة الأحفورية، بل سيكون له دور بارز في خفض انبعاثات الكربون، وتحقيق تقدم ملموس في أهداف المناخ العالمي.

ويشكل التكامل الكهربائي في إفريقيا خطوة هامة للمغرب، الذي بدأ بالفعل خطوات استراتيجية لتقليل اعتماده على الوقود الأحفوري لصالح مصادر الطاقة المتجددة، كما يعتمد المغرب منذ سنوات على طاقة الرياح والشمس والمياه في توليد الكهرباء، وهو يسعى للوصول إلى مزيج طاقي أكثر تنوعاً واستدامة، متماشيا مع رؤية 2030 التي تسعى إلى جعل المغرب مركزا للطاقة المتجددة في المنطقة.

ويتوقع تقرير إيرينا أن يرتفع الطلب على الكهرباء في المغرب إلى 97 تيراواط/ساعة بحلول عام 2040، ويشير التقرير إلى أن عدم الاستفادة من التكامل القاري قد يعني أن المغرب سيظل مضطراً لتوليد حوالي 32% من احتياجاته من الكهرباء عبر الوقود الأحفوري، وهو ما يتناقض مع أهداف البلاد للحد من الانبعاثات وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة.

يمثل تقرير “التوقعات العالمية لتحولات الطاقة 2024” رؤية طموحة لتكامل شبكات الكهرباء في إفريقيا، مع التركيز على الفوائد الاقتصادية والبيئية لهذا التوجه، حيث وتؤكد إيرينا على أن هذا التكامل سيوفر حلا مستداما للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مع تعزيز استثمارات الطاقة النظيفة في القارة.

وبالنسبة للمغرب، يعد هذا التكامل فرصة لإعادة هيكلة استراتيجيته الطاقية وتعزيز دوره كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، ومع تزايد الطلب على الكهرباء، سيكون التكامل القاري ركيزة أساسية تساعد المغرب على الوصول إلى أهدافه البيئية والاقتصادية، ورفع مكانته كقائد في المجال الطاقي المستدام في إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى