الثلاثي الشاذ عن صف الوطن وقضاياه المصيرية.. – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

8:00 - 19 فبراير 2023

الثلاثي الشاذ عن صف الوطن وقضاياه المصيرية..

برلمان.كوم

انضم الثلاثي المنحرف عن الصواب والجادة: فؤاد عبد المومني ووأبو بكر الجامعي وعمر بروكسي إلى لائحة من الطفيليين والمتطفلين الموقعين على وثيقة نشرها الموقع الإلكتروني ليومية “لوموند” يوم أمس، 16فبراير 2003، يوجهون فيها نداء لعقد مؤتمر دولي بإشراف فرنسا، لحل للنزاع القائم بين المغرب والجزائر حول الصحراء.

ولعل أول ما يثير الانتباه في هذه الخرجة المفبركة، والمسرحية سيئة الاخراج، هو الظرفية والملابسات التي دفعت بزمرة من الوصوليين والمنتفعين، ومنكوبي المشاريع المفلسة في فرنسا وتونس والمغرب، كي يوجهوا هذا النداء المصاب ببحة المؤامرة. فالدليل الساطع على خساسة هذا النداء، هو ان المدعو البشير بوشراية، عضو الأمانة العامة للبوليساريو، استبقه بتوجيه دعوة مسمومة يناشد فيها بفتح قنوات الحوار مع من وصفهم بالقوى المدنية الحية في المغرب، لممارسة الضغط على من سماهم “بمسؤولي المخزن”. وهذا إن كان يدل على شئ، فإنما يدل على فبركة المسرحية من طرف الجهات الحانقة في فرنسا والجزائر وتندوف وتوظيف البراغيث الخائنة في المغرب لتأثيث ديكورها. وإلا فإن نداء البشير بوشراية قد تمت قرصنته من طرف جماعة النداء المسموم الذي نشرته صحيفة “لوموند” الورقية وموقعها الاليكتروني.   

والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها لكل متتبع للأحداث، أن الظرفية التي دفعت بإخراج هذه الفئران من جحورها، هي الاستفزازات الصادرة مؤخرا من البرلمان الأوروبي تجاه المغرب، والتي أبدعت الجهات المناوئة في فرنسا على حبكها في الكواليس الخلفية، وهاهي تسعى اليوم لاستثمارها، عبر استغلال جشع فئة هزيلة من الطفيليين والباكين خلف الأسوار البالية. 

إن اختيار فرنسا اليوم للسباحة في مسبح ملف تعرف جيدا قدسيته لدى المغاربة، لم يأت من فراغ، بل انطلق من اقتناعها بأن المغرب لم توجعه كل الضربات الاستفزازية التي وجهها إليه المنتسبون الى التوجه السياسي للرئيس “إيمانويل ماكرون”، سواء عبر الصحافة الفرنسية أو عبر 

الشطحات مع كابرانات الجزائر، أو عبر دسائس ملفات حقوق الإنسان وإشاعات “بيغاسوس”، وأبواق ماما فرنسا وعلى رأسهم ابوبكر الجامعي وفؤاد عبد المومني، فارتأوا أن يضعوا أصابعهم على الملف الأكثر حساسية لدى المغاربة عساه يكون موجعا.

ولعل أغرب ما تتسم به هذه المرحلة التي خرج فيها صعاليك الظلام لتوجيه نداء مسموم، هو التوتر الحاصل حاليا بين فرنسا والجزائر من جهة، وبين تونس والجزائر من جهة أخرى، حول قضية المعارضة أميرة بوراوي، واعتقال والدتها البالغة من العمر سبعين سنة، واستدعاء الجزائر للسفير الفرنسي، وإقفال باب المساعدات الموجهة للنظام التونسي. وهنا يصبح النداء بمثابة توجيه للأنظار، إلى حين تسوية الخلافات في الدهاليز الدبلوماسية الخلفية.

لكن أهم ما يمكن شمه من هذه الرقصة المشوهة، هو أن التجاء فرنسا الى منكوبي عهود الظلام، ما هو الا محاولة منها للتخلص من الإحراج القوي الذي سببه لها موقف الولايات المتحدة الواضح من المقترح المغربي حول الحكم الذاتي في الصحراء، والموقف المماثل لإسبانيا ودول أوروبية أخرى. كما أنه ينطوي على شئ من المراوغة والتلاعب بالزمن، كي لا ترد فرنسا على رسالة الملك محمد السادس بخصوص أن المغرب لم يعد يقبل بازدواجية المواقف حول قضية الصحراء. 

وبالإضافة إلى كل هذه العوامل والدوافع المتكاملة، فالجزائر كحليف لا تشتم فيه فرنسا اليوم إلا رائحة الغاز، أوصلها المقترح المغربي الى عتبة الباب المسدود، وليس  لها اليوم سوى التمسح بالجوارب الفرنسية، كي تبحث لها عن مخرج مناسب، يعفيها من الضيق الذي زجت بنفسها فيه بخصوص قضية الصحراء المغربية، وكان لا بد، إذن، من تأثيث هذا المخرج بحثالة من الخونة، الذين لا يمثلون الشعب المغربي ولا ينوبون عنه في قضيته. 

وإذا كان من رسالة يمكن توجيهها إلى ديدان النغف (الطيكوك الذي يلسع الأبقار فيجعلها تهرب في كل اتجاه)،  فهي أن ملف الصحراء موضوع  لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولا توجد في العالم أي منظمة أو مؤتمر ارقى واسمى من الأمم المتحدة، ولا تسويات اقوى من قرارات مجلس الأمن. ولذا، فإن النبش في أي تسويات في غير هذا الاتجاه، ما هو إلا تشويش على المنتظم الدولي، وسيكون مصيره حتما هو صناديق القمامة وحاويات القادورات.

كما أن أقوى صفعات نوجهها إلى خدود هؤلاء، علما انها لا تعرف احمرار الخجل هي إشادة المنتظم الدولي بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، والعزائم الدولية تسير في اتجاه إقراره وتفعيله على أرض الواقع. أما المغرب فهو موجود في صحرائه، وينكب حاليا على تهييئ الأجواء الاستباقية الملائمة لتطبيق هذا المقترح الحكيم. هذا المقترح، الذي أصبح يشكل كابوسا يطارد النظام الجزائري في ردهات المؤتمرات والملتقيات السياسية الإفريقية والدولية، ولعل هذا ما دفع هذا النظام إلى الاحتماء بمولاتها فرنسا، كي تبحث لها عن منفذ يعفيها من الضيق والحرج.

 ولكن الذي يحز في النفس ويؤلمنا في موقع برلمان.كوم، أن يخرج من بين ظهرانينا على هذه الأرض الشريفة، من يوجه نداءه الى الدولة المستعمرة التي سعت يوما إلى استعبادنا، ولم تذخر، على مر السنين، جهدا في إبداء رغبتها الجامحة في  إركاعنا وإخضاعنا لإرادتها، ونهب خيراتنا وثرواتنا، وسل حركاتنا، واستبلاد كفاءاتنا. نعم، يوجد بيننا من أطل برأسه، ومد يديه، يدعو الدول المستفزة لنا، كي تحشر أنفها في قضايانا، وتتدخل في حياتنا اليومية وفي ملف الصحراء المقدس.

إنها الخيانة في أبشع صورها، والمهانة في أرذل مستوياتها، وإن ما يجعلها أكثر قبحا وفجورا كون أصحابها لم يكتفوا بنشر الفتن والإشاعات من الداخل والخارج، بل تمادوا في غيهم، وقرروا الانضمام الى ركب الأعداء، والاصطفاف الى جانب الحانقين والمغرضين ، والتربص بالوطن في زمن الشدة والمحائن التي يمر بها العالم كاملا، ورشقه بحجارة الخيانة والتكالب.

ولو كان من عبرة للمقارنة يمكن لجماعة الذئاب المتكالبة أن تستخلصها في هذه اللحظة الحاسمة، هي ان يعودوا الى النسخة الورقية من نفس الجريدة التي نشرت لهم عفنهم في موقعها الإلكتروني، كي يجدوا على صفحتها الرابعة خبر معاقبة روسيا لصحفية تسمى ماريا بونومارينكي بست سنوات كاملة، وحرمانها من ممارسة الصحافة، لمجرد انها نشرت، في زمن الحرب، خبرا حول تدمير مسرح للفنون بماريبول باوكرانيا، ونسبته إلى الجيش الروسي.  

ولكن الملك الحسن الثاني، الذي قال يوما “إن الوطن غفور رحيم “، هو نفسه من طلب، رحمه الله، المغاربة أن يطلوا باب بيوت الخائنين ” بذاك شي اللي ما كيتذكرش”. 

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *