أزمة الجفاف بالمغرب.. خبراء وفلاحون يدقون ناقوس الخطر!

شهد المغرب خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية مهمة، اعتبرها العديد من الخبراء بمثابة بارقة أمل لتزويد الفرشة المائية من جديد وإنعاش الأراضي الفلاحية التي عانت طويلا من الجفاف وشح المياه.
غير أن هذه الأمطار، رغم أهميتها، لا تزال غير كافية لإنقاذ الموسم الفلاحي بشكل كامل، خصوصا في المناطق البورية التي تعتمد بشكل أساسي على التساقطات الموسمية.
إحياء الأراضي الفلاحية
وفي هذا السياق، أكد الخبير المناخي والبيئي مصطفى بنرامل ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم” أن “الأمطار الأخيرة ستساهم في إعادة إحياء الأراضي الفلاحية وتزويد الفرشة المائية، لكنها تظل غير كافية وغير ناجعة بالنسبة للأراضي البورية، في حين ستساعد الفلاحين الذين يعتمدون على الزراعة المسقية”.
وأضاف بنرامل أن “الفلاح المغربي يواجه تحديات حقيقية رغم وجود المنتوج الزراعي وتنوعه، إلا أن عدم استدامة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، يفاقم من معاناته”.
وشدد الخبير على ضرورة التفكير في حلول مستدامة، مشيرا إلى أهمية ابتكار بذور جديدة تتأقلم مع الوضعية المناخية الحالية، بالإضافة إلى تعزيز الاستشارة الفلاحية من طرف وزارة الفلاحة، وإشراك القطاعات الأخرى ذات الصلة بالنشاط البيئي والزراعي لتحسيس الفلاحين بأهمية التأقلم مع التغيرات المناخية. وأكد بنرامل أن هذه الإجراءات من شأنها إنقاذ النشاط الزراعي الذي يُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.
قلق عميق
من جهته، عبر حسن الغزاوي، وهو فلاح من إقليم شفشاون، عن قلقه العميق من الوضعية الراهنة، قائلاً: “الوضعية الحالية صعبة، والأمور تتعقد يوما بعد يوم.
وقال ذات المتحدث في حديثه لموقع “برلمان.كوم” إن الجفاف أحكم قبضته على الفلاحة، وشح المياه بات مشكلا كبيرا في إقليم شفشاون ووزان، ما يهدد مصادر عيش الفلاحين الصغار والمتوسطين”.
وأضاف الغزاوي أن العديد من الفلاحين بدأوا يفضلون زراعة محاصيل محدودة ذات مردودية مضمونة على المغامرة في زراعات قد تتسبب في خسائر فادحة بالملايين.
وأوضح ذات المتحدث أن الوضعية تعكس واقعا صعبا يعيشه الفلاح المغربي في ظل تغير مناخي لا يرحم، ما يستدعي تدخلا عاجلا ومتكاملا من مختلف الأطراف المعنية لضمان الأمن الغذائي والحفاظ على استدامة النشاط الزراعي الوطني.