الأخبارمجتمعمستجدات

الجماهري يكتب: لماذا تغضب الجزائر من مدريد ولا تغضب من سواها ؟

الخط :
إستمع للمقال

قال الصحفي عبد الحميد الجماهري مدير نشر جريدة الاتحاد الإشتراكي، إن ”الجزائر تعرف أن القشة الوحيدة التي تتمسك بها في معركة الطواحين القانونية الأممية من أجل تنظيم الاستفتاء، هي مدريد!”، مضيفا أن هذه الأخيرة ”تعرف بأن الورقة الوحيدة التي يمكنها أن تتستر وراءها في الدعوة إلى ما تسميه تقرير المصير، هو أن تظل إسبانيا وفية للـكاستينغ الجزائري للعب دور لم يعد دورها… ولا هي راغبة في لعبه!”

وهذا مما كتبه الجماهري في مقال له ضمن العدد المزدوج ليومي السبت والأحد 11 و12 يونيور الجاري من جريدة الاتحاد الاشتراكي بعنوان ”‬ لماذا تغضب الجزائر من مدريد ولا تغضب من سواها”:

وهذا الدور وهذه الورقة وهذه القشة هي أن تكون مدريد القوة المديرة في قضية الصحراء.

لقد سبق أن بينا في مقال سابق أن الكل في العالم يعرف أنها لم تعد كذلك، وأنها أي مدريد قطعت مع هذا الدور منذ 1976 في رسالة إلى الأمم المتحدة وأنها أعادت لتاكيد على ذلك مرارا في السنتين الأخيرتين، بل إن وزيرة الخارجية المقالة وصديقة الغالي ابن بطوش السيدة اليا سانشيز« هي التي أكدت ذلك أمام البرلمان في فبراير 2021 جوابا عن سؤال الأنصار الافصاليين.

لكن الـجـزائـر تتمسك بــدور لإسبانيا لا تريده هـــذه الأخـــيـــرة وتــقــول إنـه لا يعنيها، وقـد أكد البالغ الصادر عن مجلس الأمن الجزائري لتعليق اتفاقية الصداقة وحسن لجوار والتعاون للمرة الألف،على إسبانيا ودورها كـ(قوة مديرة) في إقليم الصحراء…

لماذا إذن هذا التشبث المثير للسخرية والحيرة والاستغراب؟
لــمــاذا تـصـر جماعة الــمــراديــة، فــي كــل وقت وحين، على أن مدريد هي القوة المديرة؟

الجواب البسيط يقول: ألن مفهوم الجزائر لحق تقرير المصير يستند إلى أطروحة مفادها أن الصحراء أحد الأقاليم التي لا تتمتع بالحكم الذاتي ومن تم يتعين على الدولة القائمة بالإدارة (القوة المديرة) أن تسير بها نحو الاستقلال.!

بمعنى آخر تجبر الجزائر إسبانيا على أن تلعب دورا ليس لها حتى (تزطط) الانفصاليين وتسير بهم إلى دولتهم أو دويلة الجزائر!

وعوض أن تجنح جارتنا الشرقية نحو الحل الوطني والمتمثل في تمتيع الأقاليم الجنوبية بالحكم الذاتي، الذي تقول النصوص الأممية البعيدة إنها لم تكن تتمتع به، فإنها تلغي هذا المكسب الذي تحقق بفعل المقترح المغربي، وتصر على دعم الانفصال، ولو كان بإجبار إسبانيا على لعب دور لم يعد قائما ولا تريد الدولة الإسبانية لعبه.

ولتبسيط العبث أكثر مما هو مبسط: فإن الجزائر غاضبة من إسبانيا لأنها حرمتها من ورقة وحيدة في فرض تصورها للحل، عبر لعب دور »القوة المديرة« التي تعمل على مساعدة البوليزاريو على.. تكوين دولة!

قوة مديرة تمشي بالانفصال ويمشي بها!

وإذا رفضت إسبانيا، وقررت الحكم الذاتي مع المغرب، فذلك معناه سقوط آخر أوراق التحايل القانوني الذي تلعب به الطغمة العسكرية، ورقة التأزيم في التراب المغربي.

إن ما تطلبه الجزائر من إسبانيا في الواقع ليس موقفا محايدا كما تدعي ذلك، بل تريد منها أن تنوب عنها في القانون الدولي وتأويل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ولاسيما القرار 1543 وحكم محكمة العدل الدولية، تأويل مغرضا يجنح نحو أطروحة الاستفتاء المفضي إلى تقرير المصير الذي يعد مقدمة للاستقلال!

لهذا فإن الجزائر ماضية في تكرار أسطوانة لم تعد قائمة ومصرة على أن تعيد إسبانيا تحت مظلة الوصاية باسم الشرعية الدولية المفترى عليها.

حالة يأس عظيمة، لم يسبقها في صدمة العصاب العسكري الجزائري سوى اتفاقية مدريد الثلاثية بين إسبانيا والمغرب وموريتانيا، التي وضعت إطار ثلاثيا للحل في نونبر 1975، وتم ترسيمه أمام الأمم المتحدة في 1976.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى