

يبدو أن الموقع الإخباري “الحياة اليومية” أضحى يتعامل مع محمد زيان مثل شخصية “الثعلب” في الرواية الشهيرة للمرحوم محمد زفزاف، التي تحمل عنوان “الثعلب الذي يظهر ويختفي”.
فهذا الموقع الإخباري نشر مؤخرا العديد من الأخبار المتضاربة التي تتناول ظهور واختفاء محمد زيان أو “الثعلب” حسب رواية محمد زفزاف. ففي واحد من الأخبار المنشورة، زعم هذا الموقع أن محمد زيان اختفى عن الأنظار وانقطعت صلته نهائيا بعائلته، ليعود مرة أخرى بخبر آخر يدعي فيه أن هذا “الثعلب” (كشخصية معنوية) يئن تحت وطأة أسقام الشيخوخة ويعاني من تورمات الزمن في ردهات السجن.
وفي آخر خرجات “ثعلب الحياة اليومية”، ادعى هذا الموقع مؤخرا، بدون خجل ولا وجل، أن محمد زيان خرج أخيرا من ركن “مختفون” وأنه يتضامن مع المغاربة في ما قال أنها “الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها المغاربة جراء ارتفاع أسعار الخضر والفواكه وباقي المواد الغذائية”.
وبالرغم من سريالية هذا الحوار المنسوب لمحمد زيان، لأن لا أحد من القراء سوف يصدق أن موقعا إخباريا أجرى حوارا صحفيا أو استطلع رأي سجين يقبع داخل أسوار السجن، لأن هناك قوانين صارمة تقنن اتصالاته ومخالطاته مع العالم الخارجي، إلا أن هناك بعض الجوانب الإيجابية في ما نشره موقع الحياة اليومية عن محمد زيان!!.
فمن حسنات هذا الموقع، أن المغاربة اكتشفوا أخيرا أن محمد زيان كان يمتهن مهنة أخرى غير المحاماة التي ألفوه يرتدي عباءتها السوداء قبل فصله مؤخرا عن العمل. وبفضل نفس الموقع أيضا، أدرك المغاربة كذلك أن محمد زيان له إنجاز كبير يتمثل في تسقيف ثمن “الزبدة” في سبعينيات القرن الماضي!!
ومن باب الصدفة، وربما لعلها من ترتيبات القدر، فإن محمد زيان لم يستبدل مهنته السابقة بوظيفة جديدة مختلفة تماما! فقط قام المعني بالأمر بتغيير ميزان بيع الخضر والفواكه في حرفته السابقة بميزان العدالة في مهنته اللاحقة! فحسب موقع الحياة اليومية دائما، فإن محمد زيان كان يتولى مراقبة “المطففين” في الميزان ويراقب أثمان بيع الخضر والفواكه بأسواق الرباط، قبل أن يستبدل هذا الميزان بميزان آخر يهتم بشؤون العدالة وبمصالح المتقاضين.
ومن باب العبث هذه المرة، فقد حاول الموقع المذكور تقديم محمد زيان، المعتقل حاليا بالسجن، على أنه خبير اقتصادي مبرز، مرتكزا في ذلك على “خبرته المزعومة” في التعامل مع ثمن الزبدة في سبعينيات القرن الماضي. فقد قال الموقع أن محمد زيان هو من استطاع وضع حد للمضاربة في ثمن “الزبدة” باستعمال تقنية مبتكرة تتمثل في “رفع الغطاء عن مخازن الزبدة في بلدية الرباط”!!
أليس هناك سخرية وضحك على الذقون أكثر من هذا الزعم؟ فبعدما ظل موقع الحياة اليومية يردد مزاعم اختفاء محمد زيان، هل هو يخرجه فجأة من خانة “المختفين”، ليقدمه كخبير اقتصادي متخصص في شؤون “الزبدة”، وكمحتسب قديم ضد المطففين الذين يغشون في ميزان الخضر والفواكه بمدينة الرباط.