الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة.. تحول جذري في استراتيجيات الحروب الأمريكية
في تحول جذري على الساحة العسكرية، تتجه الولايات المتحدة نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة كأدوات أساسية في الحروب، بدلا من الأسلحة التقليدية، حيث وصف الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، هذا التحول بأنه نقلة نوعية، تهدف لتقليل التكاليف البشرية والمادية وإعادة تعريف مفاهيم الحروب التقليدية. كما أكد كيميت أن التخلي الكامل عن الأسلحة التقليدية غير ممكن في الوقت الراهن، حيث لا تزال تمثل عاملاً حاسمًا في المعارك الاستراتيجية.
وهذا التحول يأتي في سياق تنافسي عالمي محتدم، حيث تستثمر الصين وروسيا بكثافة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قوتها العسكرية، ويرى كيميت أن المبادرة الأميركية ضرورية للحفاظ على التفوق العسكري، محذرا من تداعيات أي تأخر في سباق التكنولوجيا العسكرية.
ورغم الفرص التي يوفرها هذا التحول، يثير استخدام الأنظمة المستقلة في الحروب أسئلة أخلاقية معقدة، حيث شدد كيميت على أهمية النقاش حول كيفية ضمان عدم استخدام هذه الأنظمة بشكل غير مسؤول، لكن أشار إلى أن الضغوط الدولية قد تدفع بعض الدول إلى تجاهل القضايا الأخلاقية لصالح التفوق العسكري.
وفي ضوء هذه التغيرات، يبدو أن الجغرافيا السياسية للحروب مقبلة على تحول عميق، حيث ستلعب التكنولوجيا دورا أساسيا في إعادة تشكيل موازين القوى العالمية، وهذا التوجه الجديد قد يغير معايير الصراعات الدولية ويحدد قواعد لعبة جديدة في الحروب المستقبلية.
