الأخبارمجتمعمستجدات

“الشعالة والقنبول” بعاشوراء.. خبير سوسيولوجي: احتفالية تعود لفترة ما قبل الإسلام وهذه سبل الحد منها

الخط :
إستمع للمقال

في ذكرى عاشوراء، والتي تصادف ليلة العاشر من محرم الحرام، تتزايد وتيرة استعمال المفرقعات من طرف المراهقين والشباب واختيار أوقات متأخرة من الليل لتفجيرها، إضافة لما يُعرف عند المغاربة بـ”شعالة” في عدد من مدن المملكة.

ومن بين مظاهر الاحتفال تبقى “الشعالة” هي العادة التي لم تنقطع إلى اليوم خاصة بالأحياء الشعبية المغربية، حيث يعمد الأطفال لتجميع أغصان الأشجار وإطارات السيارات وإضرام النار فيها، ويحوموا حولها ويقفزوا عليها، وبجوارهم نساء وفتيات يضربن على الدفوف وما يعرف في الثقافة الشعبية المغربية بـ”الطعارج”، ويرافقن عزفهن بأهازيج من التراث خاصة بمناسبة عشوراء.

كما تبقى عاشوراء أيضا مناسبة خاصة لدى المغاربة للتعبد والصيام، ومن بين العادات التي تعرفها هذه المناسبة هناك ما يسمى بـ”العشور” التي يؤديها الفرد عمّا يمكله من أموال. كما تستغل الأسر والعائلات يوم عاشوراء للاجتماع وتحضير وجبات مشتركة وصلة الرحم.

وحول هذه العادات الاحتفالية، يقول الباحث السوسيولوجي الدكتور رشيد جرموني لموقع “برلمان.كوم“: “إن ثقافة الاحتفاء بعاشوراء تعتبر إرثا عن الأسلاف وأصبحت طقوسها متوارثة لدى المغاربة، وهي مظاهر احتفالية تعود لفترة ما قبل الإسلام”.

وأشار جرموني، إلى أن هذه العادة برزت بالخصوص في عهد الموحدين عندما انتشر المذهب الشيعي بالمغرب لتتوارث عاداتهم ويتم إعادة إنتاجها داخل الأسر المغربية، وأصبحت إرثا ثقافيا للمغاربة، لكنهم لا يفعلون ذلك عن وعي بارتباطه بالمذهب الشيعي بل لأنها عرف احتفالي متوارث، حسب تعبيره.

وأبرز الأستاذ جرموني، خلال حديثه أن المقاربة الأمنية للحد من ظاهرة انتشار المفرقعات والشهب الاصطناعية لا تكفي لوحدها، وينبغي تعضيدها بالمقاربة التربوية ونشر التوعية الاجتماعية داخل الأسر حول مخاطر الألعاب النارية وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استعمالها وتداولها، مؤكدا أنه يقع على عاتق الأسرة، بالدرجة الأولى، متابعة وزجر أبنائهم عن استخدام المفرقعات، مشددا على ضرورة تظافر الجهود بين مختلف الأطراف المجتمعية لمحاربة ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى