الأخبارمجتمعمستجدات

الشيخ عبد اللطيف وهبي..بين الفتوى في الدين وشبهة الدفاع عن السفاهة

الخط :
إستمع للمقال

لم يستطع الشيخ عبد اللطيف وهبي تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم، رغم أن الآيات المستشهد بها كتبت بخط كبير، مشفوعة بالشكل، وموصولة بالمد والغُنّة، لمساعدته على نطقها بشكل سليم!

ورغم أن خطاب الرجل كان مكتوبا سلفا، معدا بشكل قبلي، وأجريت عليه، توكيدا، تمارين في محاكاة النطق والتلاوة، إلا أن الشيخ والفقيه والعلامة عبد اللطيف وهبي فقد عنان فمه، وانفرط منه لجام لسانه، وانبرى يرفع المجرور وينصب على الناس في دينهم وشؤون دنياهم.

والمثير أن الشيخ عبد اللطيف وهبي، العاجز عن النطق السليم لآيات قصيرة من الفرقان الكريم، تخلى عن صفته الحكومية وركاكته اللغوية، وتدثر بجبة المفتي، والتحف عباءة الفقيه العالم بمقاصد الدين، ثم شرع في تطويع الآيات والأحاديث بشكل يخدم التشريع الوضعي حسب مقاسه الشخصي.

فكيف لمن يتهجى اللغة، ويتلعثم في تلاوة القرآن، أن يقدم نفسه فقيها مفتيا ومجتهدا في الحلال والحرام وإرجاء القصاص إلى يوم القيامة؟ وكيف لمن تعذر عليه تلاوة نص مشكول أن يستنبط الأحكام الدنيوية من النصوص الدينية؟
أليس في هذا البلد رجل رشيد؟ قادر على أن يقول للشيخ الفقيه عبد اللطيف وهبي “دع الخبز لخبازه! ودع الافتاء للمجلس العلمي الأعلى، ودع الاجتهاد في الدين لمن هم أهل لذلك وأقدر على نطق الآيات بشكل سليم.

أليس هناك في الحكومة من يقدر على أن يهمس في أذن عبد اللطيف وهبي ويقول له ناصحا “أنت وزير في حكومة ليس من صلاحياتها الافتاء والاجتهاد، بل حتى مداركك في الدين لا تسمح لك بتطويع النصوص الدينية على مقاس المغاربة”.

فالمفروض في عبد اللطيف وهبي أن يشارك في إعداد التشريع الجنائي، لا أن يمارس الافتاء والاجتهاد والتأويل الديني. فهذا حقل له أصحابه الذين يشتغلون تحت إمارة المؤمنين.

والمطلوب من الوزير وهبي أن يحيل مشروع نصوصه على المجلس العلمي الأعلى، ورابطة العلماء، بعد استئذان الجناب الشريف، ثم يركن للخلف في انتظار فتاوى الفقهاء والعلماء، لا أن يختار النصوص والآيات التي يستهويها قلبه ويشرع في نطقها بشكل غير سليم، اعتقادا منه أنه أصبح فقيها مبرزا عالما بشؤون الدنيا وخبيرا بغيبيات الآخرة.

فالاجتهاد في الدين والإفتاء في أحوال المغاربة لا يكون بالسنطيحة وتخراج العينين والرشق الإعلامي. وقديما قال المغاربة “لبس على قدك يواتيك”، واليوم يردّد المغاربة كذلك ما قاله ناس الغيوان سابقا “يا جمّال شد جمالك علينا” أو بالأحرى “شد هذا الجمل النافق الذي يهيم علينا في الشبكات التواصلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى