

في محاولة بائسة للنيل منها، تتعرض المؤسسة الأمنية المغربية لهجمات وحملات أوروبية عدائية، من خلال استهداف مسؤولين أمنيين مغاربة من بينهم المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، وياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات.
وتفاعلت الصحافة المغربية بقوة مع الهجمات المعادية لمؤسستنا الأمنية الوطنية، حيث خصصت في هذا الإطار، جريدة الأسبوع الصحفي حيزا هاما من عددها رقم 1642 من الجمعة 17 إلى الخميس 23 فبراير الجاري، لفضح الحملات الأوروبية، خصوصا على المستوى الصحافة الفرنسية ونظيرتها البلجيكية، والتي أطلقت عددا من الأخبار الزائفة في وقت سابق تستهدف بالأساس عبد اللطيف حموشي، بعدما أبهر العالم بكفاءة المؤسسة الأمنية في محاربة الإرهاب والتطرف على المستوى الإفريقي والدولي.
تناقض الصحافة الفرنسية بين الإشادة بالمؤسسة الأمنية المغربية ومهاجمة حموشي
تأتي الحملات المفضوحة التي تستهدف المؤسسة الأمنية والمدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، خصوصا بعد اتهام المغرب باستخدام برنامج ”بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس، بعدما تمكن الأمن المغربي في تجنيب مجموعة من الدول، بينها بلجيكا وفرنسا من حمام دم، بسبب المعلومات الدقيقة والتعاون الأمني الفعال الذي أبان عنه، وجعل هذه الدول نفسها تشيد به.
وفي هذا الصدد، ذكرت أسبوعية ”الأسبوع الصحفي”، أنه ”بتاريخ 19 ماي 2015 نشرت القناة الفرنسية قصاصة تحت عنوان: (الرجل الأول في المخابرات المغربية مطلوب قضائيا في فرنسا)، وفي التفاصيل قالت: في ختام تحقيق تمهيدي استغرق 14 شهرا، قررت نيابة باريس (ملاحقة مدير جهاز المخابرات المغربية عبد اللطيف حموشي. وأضافت وقتها أبلغت نيابة باريس رسميا القضاء المغربي بتطورات القضية وبملاحقة حموشي بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة وقعت بين البلدين بخصوصها وقررت الرباط على إثرها تعليق تعاونها القضائي مع باريس واستدعاء السفير الفرنسي عندها للتشاور، بعدما رفعت دعوى مضادة عندها)”.
ولفت كاتب المقال بجريدة الأسبوع الصحفي، إلى أن ”نفس القناة ومن نفس المحبرة، وفي غياب خط تحريري واضح نشرت قصاصة أخرى. في ظرف وجيز تحت عنوان: (باريس تشيد بجهود الاستخبارات المغربية في مكافحة الإرهاب وتعتزم تقليد مديرها وساما).
وبحسب ذات الأسبوعية، نقلت القناة الفرنسية عن وزير الداخلية الفرنسي قوله: ”أريد الإشادة خصوصا بجهود المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي) التي يعد دورها حاسما في تعاوننا في مجال مكافحة الإرهاب، وأضافت القناة نفسها بأن ”الوزير الفرنسي خص بالشكر عبد اللطيف حموشي، وذكر أنه سبق لفرنسا بالفعل أن كرمت حموشي خلال سنة 2011 وقلدته وساما من درجة فارس، مؤكدا أن فرنسا ستقلده مجددا وساما كشهادة جديدة على التقدير الذي يحظى به”.
تخبط الصحافة الفرنسية
وعلاقة بما تم ذكره سابقا، أفادت الأسبوع الصحفي، أن تخبط الصحافة الفرنسية، في علاقة مع المخابرات المغربية، لم يكن مصدره بلدا من بلدان العالم الثالث بل هذه دولة الأنوار تكذب نفسها بنفسها، ولا تجد أدنى حرج في التناقض بين مواقفها المعلنة حيث انتقلت في ظرف وجيز من الهجوم على عبد اللطيف الحموشي إلى توشيحه بأعلى وسام في فرنسا.
ووفقا للجريدة ذاتها، لم يكن حموشي في حاجة لشهادة كفاءة من السلطات الفرنسية فأكبر ضربة تلقتها المخابرات الفرنسية من نظيرتها المغربية، كانت في عقر دارها، حيث علمت الأجهزة المغربية بنوايا الأجهزة الفرنسية قبل الإعلان رسميا عنها، الأمر الذي تفسره التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها في هذا الصدد.
وأبرزت جريدة ”الأسبوع الصحفي”، أن هذه الحملات ضد المؤسسة الأمنية المغربية، تأتي في وقت كانت فيه بلجيكا قد استنجدت هي الأخرى- التي أصبحت اليوم تهاجم المغرب داخل البرلمان الأوروبي- بالمخابرات المغربية بعد هجمات باريس الدامية، خاصة وأن معلومات دقيقة قدمتها المخابرات المغربية ساهمت بشكل كبير في توقيف البلجيكي من أصل مغربي عبد الحميد اباعود المتهم بالتخطيط للهجمات المذكورة.
ولفت المصدر، إلى أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند كان بدوره قد وجه الشكر للملك محمد السادس على المساعدة الفعالة التي قدمها المغرب بعد هجمات باريس، موضحة أن هذه الدول التي أشادت بالمؤسسة الأمنية المغربية هي ذاتها اليوم التي تستهدفها.
خبير يفضح ”أمنستي” ويكذب اتهامها للمغرب بالتجسس
من جانبها تفاعلت صحيفة “لوبينيون” مع اتهام المغرب باستخدام برنامج ”بيغاسوس” للتجسس على الرغم من انعدام الأدلة على ذلك، حيث أجرت مقابلة مع الخبير الأمريكي جوناثان سكوت والذي عرض بالتفصيل انتقاداته لمنهجية وبيانات منظمة العفو الدولية ومختبر ”سيتيزن لاب”، وقام بدحض تورط المغرب في قضية التجسس هذه.
وضمن هذه المقابلة، أكد الخبير الأمريكي، في ما يخص اتهام المغرب باستعمال برنامج “بيغاسوس” للتجسس، أنه ”ليس هناك أي أساس علمي لهذه الاتهامات”، مشيرا في هذا الصدد، إلى غياب الأدلة عن مزاعم ”أمنستي” بشأن تجسس المغرب على الصحفي السجين عمر راضي.
وأورد الخبير نفسه، أن عددا من الخبراء الذين حاولوا فضح منظمة العفو الدولية ”أمنستي” واتهامها للمغرب دون أدلة بالتجسس عن طريق ”بيغاسوس” تم إسكاتهم والتشويش عليهم لفقدان مصدقياتهم.
محامي المملكة بفرنسا: اتهام المغرب بالتجسس لا يستند إلى أي دليل علمي
وعلاقة بذات الموضوع، قال محامي المملكة المغربية بفرنسا رودولف بوسلوت يوم أمس الجمعة بباريس لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مؤتمر صحفي خصص لآخر التطورات في هذه القضية والإجراءات القانونية التي اتخذها المغرب، “إن الاتهامات الموجهة إلى المغرب فيما يتعلق بقضية بيغاسوس مجرد مزايدات إعلانية لا تستند إلى أي دليل علمي.
وأشار محامي المغرب، إلى غياب قوائم الهواتف التي يزعم أنها تم التجسس عليها عبر برنامج ”بيغاسوس”، فيما قدم الدفاع المغربي بالمقابل منهجية مختبر منظمة العفو الدولية (الذكاء الاصطناعي) إلى خبراء في محكمة النقض في باريس والمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد محامي المملكة المغربية في باريس، في حديثه مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن ”الخبراء أظهروا أن إمكانية تتبع التحقيقات الفنية التي أجرتها منظمة العفو الدولية لم يتم إثباتها، وأن اختيار الهواتف الذكية المستخدمة غير موثق، كما أن سلامة الهواتف الذكية التي تم تقييمها غير موثقة”، مشددا على أن إمكانية التتبع نتجت فقط عن التأكيدات وأن نهج الذكاء الاصطناعي لا يتبع الممارسات الجيدة في الطب الشرعي الرقمي”.
واستشهد بوسلوت أيضا بحالة الصحفي الإسباني إغناسيو سيمبريرو، الذي ادعى أن المغرب قام بالتجسس عن طريق استخدام “بيغاسوس” وقدم شكوى في إسبانيا، مشيرا إلى أن القضية رفضت لعدم وجود أدلة علمية بعدما سلم هذا الأخير هاتفه إلى السلطات الإسبانية التي فحصته ووجدت أن هاتفه الذكي لم يتعرض للتجسس بالبرنامج المذكور أو أي برامج ضارة أخرى.
وبحسب ذات المصدر، قال بوسلوت إن ”هذا القرار أصبح نهائيا، وأن سيمبريرو يحاكم أيضا بتهمة التشهير في إسبانيا ويجب أن يعوض عن الضرر الذي تسبب فيه”، مشيرا إلى أنه تم عقد جلسة استماع قبل بضعة أيام وسيتم اتخاذ قرار في هذا الموضوع”.
وأفاد محامي المغرب بفرنسا: ”نحن بعد 19 شهرا عن الوقائع، ليس لدينا أي أثر لوثيقة تثبت ما أعلنت عنه الصحافة وما تزعمه بعض وسائل الإعلام الفرنسية”، مردفا: ”إن تسليط الأضواء على المغرب، الذي نفى منذ اليوم الأول أنه اقتنى برنامج بيغاسوس أو استخدمه، في حين اعترفت دول أخرى، وخاصة الأوروبية، أنها حصلت عليه واستخدمته، يعتبر مفارقة مقلقة للغاية ويثير تساؤلات كثيرة “.