الصحة العالمية: تلوث الهواء يفاقم خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن

أكدت الدكتورة سارة رايلانس، مسؤولة إدارة أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بمنظمة الصحة العالمية، أن تلوث الهواء يشكل خطرا كبيرا على صحة الجهاز التنفسي، حيث يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وذلك خلال لقاء بحلقة “العلوم في خمس”، الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث وتبثه منظمة الصحة العالمية على منصاتها الرسمية،
إذ إن مرض الانسداد الرئوي المزمن عبارة عن مجموعة من الحالات التي تؤثر على رئتي البالغين وتسبب انسداد مجرى الهواء أو التهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة أو مصطلحات أخرى ربما سمعتها للتحدث عن هذا.
وأضافت مسؤولة إدارة أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بمنظمة الصحة العالمية، أن أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن تظهر ببطء وغالبًا ما تتفاقم تدريجيًا، حيث يمكن أن يلاحظ شخص ما، على سبيل المثال، أنه يواجه صعوبة في ممارسة حياته اليومية الطبيعية وفي بعض الأحيان يلاحظ الأشخاص أولاً أنهم يواجهون صعوبة في المشي، وخاصة عند صعود التل، أو إذا كان عليهم صعود السلالم، فربما يصابون بضيق في التنفس، ومع تقدم الأمور يصبح من الصعب عليهم ارتداء ملابسهم في الصباح، على سبيل المثال، أو القيام بالأعمال المنزلية اليومية العادية.
وتابعت رايلانس أنه في الحالات الشديدة، يمكن أن يصبح الأمر سيئًا لدرجة أن الأشخاص يعانون من ضيق في التنفس حتى عندما يتحدثون أو يأكلون، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتفاقم الأعراض فجأة أيضًا. وأشارت الدكتورة أنه في تلك الأثناء، يحتاج الأشخاص إلى الحصول على علاج طبي إضافي، وفي بعض الأحيان يحتاجون حتى إلى دخول المستشفى لهذا الغرض.
وأردفت رايلانس أن الرئة تبدأ في النمو والتطور حتى قبل أن يولد الشخص، وتستمر في النمو والتطور طوال مرحلة الطفولة، طوال سنوات المراهقة حتى تصل إلى أقصى إمكاناتها في أوائل العشرينيات من العمر، وإذا تعرض الشخص لأشياء خلال تلك الفترة من نمو الرئة وتطورها تمنع الرئتين من النمو والتطور بهذه الطريقة، فهذا يعني أنه لن يصل أبدًا إلى هذه الإمكانات الكاملة وأنه معرض لخطر متزايد للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
وتعطي رايلانس أمثلة على تلك الحالات من بينها إذا كانت الأم مدخنة أو تعرض الشخص لتلوث الهواء أو دخان التبغ أثناء الحمل، إذا كان قد وُلد صغيرًا جدًا أو مبكرًا، أو إذا كان يعاني من التهابات الجهاز التنفسي الشديدة أثناء الطفولة، فإنها أسباب تؤثر على نمو الرئتين وتطورهما، مما يعني أنه يصل إلى مرحلة البلوغ من دون أن تنمو الرئتين إلى حجمهما الكامل.
ولمواجهة المرض، شددت الدكتورة على أهمية الإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، والخضوع لبرامج إعادة التأهيل الرئوي، كما دعت إلى استخدام علاجات الاستنشاق والحرص على تلقي التطعيمات ضد الأمراض التنفسية مثل الأنفلونزا وكوفيد-19، وأكدت أن التشخيص المبكر والعلاج الفوري يساعدان المرضى على التعايش مع المرض بشكل أفضل.