

فجر الصحافي الجزائري المحكوم غيابيا بالإعدام من طرف قضاء نظام العسكر بالجزائر فضيحة كبيرة، بعدما كشف في تحقيق نشره موقعه “algerie part” تورط مدير مديرية الأمن الجزائري فريد زين الدين بن الشيخ، في القيام بأعمال تجارية مطبوعة بالسرية فوق الأراضي الفرنسية، بدعم من السلطات الفرنسية، رغم أن القانون الجزائري يمنع عليه ذلك.
وكشف عبدو السمار عن وثائق حصرية تكشف الغطاء عن الحياة السرية والخفية للقائد الحالي للشرطة الجزائرية فريد زين الدين بن الشيخ في فرنسا، وهو المسؤول الأول عن جهاز الأمن وعضو في المجلس الأعلى للأمن في البلاد، حيث يتوفر على إقامة فرنسية لمدة 10 سنوات صادرة عن مديرية شرطة باريس، تحمل الرقم GC64FNVLP وصدرت له في 02 ماي 2015 لفترة صلاحية تمتد حتى 1 ماي 2025، بحسب ما ورد في التحقيق، ولديه استثمارات خاصة في قطاعات الفنادق والحانات والمطاعم.
وكشف ذات الصحفي الجزائري أن مدير الأمن الجزائري لا يزال مقيمًا في فرنسا وله عنوان في مكان فخم في باريس “Place Boieldieu” لا يستطيع حتى رؤساء الشرطة الفرنسية تحمل تكاليف السكن فيه، حيث تتجاوز أسعار الإيجار فيه 1500 يورو لغرفة فردية، أما بالنسبة للشقة المكونة من غرفتين فقط، فمن الضروري حساب الإيجار بأكثر من 3000 يورو شهريًا، مضيفا أن فريد زين الدين بن الشيخ يقيم في هذا السكن الفرنسي منذ أن تولى رسميًا منصب المفتش الإقليمي في المديرية العامة للأمن الوطني اعتبارًا من عام 2015 والمسؤول عن المنطقة الجنوبية الشرقية بأكملها في ورقلة.
وعزّز عبدو سمار تحقيقه بمجموعة من الوثائق التي حصل عليها من مصادره، والتي تتبث تورط المدير الحالي لجهاز الأمن الجزائري في هذه الفضيحة منذ سنة 2016، قبل أن يبدأ فريد زين الدين بن الشيخ سنة 2017، عندما كان يشغل وظائف حساسة داخل المفتشية العامة للمديرية العامة للأمن الوطني، بمحو أي أثر لوجوده القانوني بالنظام الأساسي لشركاته والأعمال الإدارية وتقارير الإدارة الخاصة بمطعم البار بالفندق الذي تم الحصول عليه في باريس، وهي فندق l’Etoile الشهير الذي اشتراه سنة 2012، ويقع في 45 شارع فيكتور هوغو، 92240 مالاكوف.
وكشف الصحفي الجزائري المطلوب بقوة لدى نظام العسكر، أن مدير الأمن الجزائري استخدم شقيقه عادل بن شيخ، الذي يحمل فقط تأشيرة شنغن بسيطة وليس لديه تصريح إقامة يسمح له بمباشرة أنشطة اقتصادية على التراب الفرنسي، لتحويل أسهمه إليه، حيث تم تحويل هذه الأموال الخفية من قبل فريد زين الدين بن الشيخ لشقيقه عادل بن الشيخ في ظروف غامضة تمامًا لأن الأول بصفته مسؤولًا كبيرًا في الأمن الجزائري ليس له الحق في تمويل الاستثمارات الخاصة في الخارج، أما أخوه فهو مواطن وسائح يزور فرنسا، كلفه بإدارة أعماله لكنه استمر في جني الأرباح.
وهكذا، يضيف عبدو سمار أنه وفي ظرف عام خضعت الأعمال التجارية الفرنسية الخاصة بمدير الأمن الجزائري بن الشيخ، لتغيير المديرين المسؤولين وفي عمليات استحواذ مالية وتحويلات للأسهم، لكي يستمر في ضمان أرباح خيالية وبسهولة، دون أي رقابة من السلطات الجزائرية وبعيدًا عن أعين مسؤولي الضرائب في فرنسا، في وضع غير مسبوق على الإطلاق لمسؤول كبير يدير الشرطة الوطنية في كل الجزائر ويجلس إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس أركان الجيش الوطني والشعبي داخل مجلس الأمن الأعلى، الهيئة التي تدرس الأمن الأكثر حساسية والقضايا العسكرية في البلاد، على حد تعبير عبدو سمار.
وأوضح عبدو سمار أن كل هذه العمليات تمت على أعلى مستوى في وزارة الداخلية في فرنسا وبرعاية من جهاز أمن فرنسي قوي، لتمكين مدير الأمن الجزائري من هذا الوضع المميز على الأراضي الفرنسية من خلال الإقامة في قلب منطقة سكنية أنيقة للغاية في العاصمة باريس وفي مبنى فاخر به شقتان راقيتان فقط تحيط بهما العديد من المباني الأخرى للاستخدام التجاري.