الغارديان: ديكتاتورية الرجل الواحد التي يقودها قيس سعيّد في تونس تدمر البلاد – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

14:25 - 7 مارس 2023

الغارديان: ديكتاتورية الرجل الواحد التي يقودها قيس سعيّد في تونس تدمر البلاد

برلمان.كوم

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في افتتاحية لها، نشرتها أمس الإثنين، إن ديكتاتورية الرجل الواحد في تونس، التي يقودها الرئيس قيس سعيّد، تدمر البلاد، مشيرة إلى أن سعيّد تورط في العنصرية ضد المهاجرين الأفارقة، وتحول من رئيس ديمقراطي وصل عبر صناديق الاقتراع، إلى ديكتاتور يريد التفرد بالحكم، والبطش بخصومه.

واستهلت الغارديان افتتاحيتها، بالتذكير بما قاله قيس سعيّد سنة 2021 لمراسلة صحيفة “نيويورك تايمز”: “لماذا تعتقدين أنني سأبدأ في سن الـ67 عاما ديكتاتورية؟”، في استحضار لكلمات رجل الدولة الفرنسي شارل ديغول.

وأشارت ذات الصحيفة إلى أن قيس سعيّد استغل الفرصة فقام بعزل رئيس الوزراء وتعطيل البرلمان وتولى السلطة التنفيذية في “انقلاب شخصي” حدث في ظرفية خاصة كانت تعاني فيها البلاد من تداعيات جائحة كوفيد-19. ليتحول النقاش بعد ذلك حول ما إذا أصبح نظامه ديكتاتوريا، ليصبح الآن كذلك كرمز مألوف من مرحلة ما بعد الثورة كديكتاتور يواجه أزمات متعددة وأمام أوضاع خارج قدراته، وقرر بدلا من ذلك سحق المعارضة.

وأضافت “الغارديان” أن قائمة معارضي قيس سعيّد الذين اعتقلتهم قوات الأمن في تزايد مستمر، وفي الأسابيع الماضية، من ضمنهم سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال، حيث وصل به الأمر بحسب ذات الصحيفة إلى تجريم المعارضة، متخفيا وراء نظرية مؤامرة غريبة، وقال إنه يقوم بسجن “الإرهابيين” و”الخونة”. وشنّ الرئيس هجوما على القضاء وحذره من “تواطؤ” أي من قضاته بتبرئة المعارضين المسجونين بناء على اتهامات واهية، وأنهم جزء من جماعة سرية.

وقالت ذات الصحيفة إن سعيّد وجد كبش الفداء في الساسة الفاسدين والمضاربين والعملاء الأجانب، إلا أن خطابه انحرف في الشهر الماضي نحو عنصرية بغيضة عندما استهدف المهاجرين الأفارقة، زاعما بشكل خاطئ، وجود مؤامرة يُخطط لها منذ سنين لجلب “حشود” المجرمين المهاجرين من دول الصحراء الإفريقية إلى البلد بهدف تغيير الطابع السكاني. وقادت تعليقاته الديماغوجية إلى حملات اعتداء على أقلية صغيرة وضعيفة لوحقت، وسُجن عدد من أفرادها أيضا.

وفي الوقت الذي حظي فيه سعيد بثناء الساسة الفرنسيين العنصريين، إلا أن جيرانه الأفارقة وبّخوه، وبدأوا بعمليات إجلاء لمواطنيهم في الأسبوع الماضي بحسب الغارديان.

وأشارت الغارديان إلى أن تونس كانت مهد الربيع العربي، وظلت الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي، ولكنها تحولت إلى استعراض يقوده رجل واحد تخلى عنه الناخبون. ففي دجنبر الماضي شاركت نسبة 11% في الاقتراع على البرلمان الذي استولى سعيّد على سلطاته، مضيفة أن الرئيس نسي أنه جاء إلى السلطة بسبب خيبة التونسيين من الطبقة السياسية التي فشلت في حل مشاكل البلاد المتزايدة. وفي العقد الماضي.

وسلطت الغارديان كذلك في افتتاحيتها الضوء على الأوضاع الاقتصادية المتأزمة التي باتت تعيشها تونس في عهد الرئيس قيس سعيّد الذي انقلب على الدستور وتفرد بالسلطة في البلاد.

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *