
سكينة ب
ربما انقلب مزاج الشيخ محمد الفيزازي، بعد ان اراد مشاركة متابعيه بصور لطيفة من غرفته المطلة على مسبح فندق فاخر بمراكش، ليفاجأ بعدد من التعليقات الساخرة والاخرى الهجومية والتي رأت في طبيعة الصور كثيرا من الابتعاد عما تعوده المتابعون في خطاب الداعية.
فالشيخ محمد الفيزازي احد وجوه السلفية بالمغرب، لم يكن يعتقد أن نشره لصور خاصة باحد فنادق مراكش، قد يعرضه لموجة انتقاد وإعجاب وسخرية كبيرة، تمحورت حول النفاق والانسلاخ وممارسة ما لا يليق بشيوخ السلفية الزاهدين من تقلب في نعم الدنيا الباطلة و المنسية لذكر الله، وهو الرجل الداعي اليه والمرشد إلى سبيله والراغب في ملدات الدنيا ما طاب منها وما بجب أن يطب.
كثرت التعليقات التي وضعت بصفحة الشيخ بين من خاب أمله، واخر ممازح ثقيل، وبعضها يتحدث عن ترك العابد لفضيلة الزهد، وتلك أغراتها أجواء فنادق ضخمة كفندق المامونية ، وذاك يعاتب شيخنا عن توجهه لهذه الأماكن ويؤاخده على ارتياد اماكن باذخة مماثلة ، ومع ذلك فالتساؤل يبقى قائم حول سر “هذه الترفيحة”.
لكن الشيخ الذي رد على هذه التعليقات، لم يواسي نفوس المخذولين فيه، انما اتهمهم بسوء النية، والجهل بعمق الدين الداعي الى التمتع بزينة الحياة والترويح عن النفس، كما اتهمهم بالتحامل و الخبث، متبرءا من انفاق اي موارد مالية خاصة في الرحلة لكونها مدفوعة الاجر من قبل احد الاذاعات التي قدم لها بعض التسجيلات.
لكن يبقى أن بعض الشيوخ حاليا يعكسون صورة متناقضة ومتباعدة، بين ما يدعون اليه من بساطة في العيش، وزهد في الحياة، وبين مظاهر البذخ التي يتقلبون فيها، فكيف يحكي الشيخ عن الحصير الذي اذى جنب النبي، وله فيلات بالعدد حول ربوع بلاده، وكيف يحدثك عن عفة جيب النبي الذي يخصف النعل مرة تلو المرة، وهو يركب افخم السيارات، هذا ان لم نكن وقحين بطرح السؤال الصريح: من أين لك هذا؟
ان شساعة حقول النص الديني، واحتماله للوجوه المتعددة، يمنح بعض الشيوخ دائما نقطة رجوع مضمونة، حيث ان لكل خطأ تبريرا معقولا ومنصوصا عليه، ولكل تراجع في المواقف هدفا خفيا عظيما، ان لم يضف اليه سمة الفضيلة والعظمة المتمثلة في الرجوع للحق.
ان العدول عن أفكار معينة يختلف كلية عن تغيير المنهج وتبديل التوجه، فالتطور الانساني يكون باكتساب ادوات جديدة توصل اصحابها للهدف، لأن تغيير الاهداف المستمر لا يوصل لأي مكان.







النفاق بعينيه يتجلى في شيخنا ال\ي انقلبت مواقفه الدينية والسياسية كلمح البصر