الأخبارخارج الحدودمستجدات

الكابران شنگريحة والمثل المغربي “الفَم الْمَاضِي والدرَاعْ الكَاضِي”

الخط :
إستمع للمقال

عاد الكابران سعيد شنگريحة الرئيس الفعلي للجزائر للظهور مرة أخرى بعد غياب لمدة طويلة، هذا الغياب الذي ربطته تقارير إعلامية جزائرية بمرض شنگريحة وذهابه لإحدى الدول الأوروبية للعلاج، فيما فسرته تقارير أخرى على أنه مرتبط بصراع الأجنحة داخل الجيش ومحاولة كل من الكابران السفاح خالد نزار المتهم الرئيسي في جرائم العشرية السوداء والكابران محمد مدين الملقب بالتوفيق عزل شنگريحة والعودة لقيادة الجيش الشعبي، ومن تم التحكم في دواليب السلطة بشكل أكبر، رغم أن الاثنين لفظهما الحراك الشعبي سنة 2019 وكانت قد صدرت في حقهما أحكام بالسجن إبان عهد الجنرال الراحل القايد صالح، هذا الأخير الذي تمت تصفيته من طرف شنگريحة الذي عقد صفقة مع نزار وتوفيق للرجوع للبلاد.

وبطبيعة الحال لن يفوت الكابران شنگريحة فرصة عودته للظهور أمس الخميس، من خلال إلقائه لكلمة وجهها لكافة وحدات قيادة القوات البرية عن طريق تقنية الفيديو، دون التلميح إلى المغرب والتهديد والوعيد وهو الذي اعتاد على ذلك في كل مرة، حيث قال “…لكن الجزائر ستعرف في المقابل كيف ترد وبقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية، وستواصل بخطى ثابتة مسارها المظفر ومشروعها الأصيل وهو أن تكون كما تريد هي لنفسها، لا كما يراد لها أن تكون”.

وأضاف الكابران شنگريحة: “ونحن على يقين بأن الجزائر الشامخة بمواقفها الثابتة لم ولن تعجب بعض الجهات المتربصة وأن محاولات الابتزاز والزعزعة والاستنزاف التي تتعرض لها إنما تستهدف تعطيل مؤهلاتها وتجميد ثوابت قوتها الذاتية”.

إن السعيد شنگريحة ينطبق عليه المثل المغربي القائل: “الفَم الْمَاضِي والدرَاعْ الكَاضِي” الأول يعني الكثير الكلام، والثاني يعني الكتف التي لا تقوى على حمل أي شيء، ويُضرب هذا المثل للإنسان الثرثار الذي لا ينقطع لسانه عن الكلام أمام الأصدقاء في أوقات الرخاء، وبمجرد وقوع أدنى حدث له يُضحي أخرسا ويغيب عن الأنظار، وهذا ما يحدث للرئيس الفعلي للجارة الشرقية الذي ظل ولازال في كل مرة يهدد المغرب الدولة المتجدرة في التاريخ بأنه سيهاجمها وسيفعل وسيفعل، دون أن يستطيع فعل ذلك، لأنه يعلم علم اليقين حدود إمكانياته ويعلم جيدا أن المغرب لا يعير اهتماما لتصريحاته التي يعتبرها تصدر عن “عجوز خرف” لم يعد يقوى على التحكم في نفسه وأضحى يقضي حاجته في سرواله..

إن ما بدأ به شنگريحة كلمته أمام وحدات قيادة القوات البرية يوضح جليا الحالة التي يتواجد عليها الجيش الشعبي الذي يتغنى به المسؤولون الجزائريون في كل مرة، عندما قال إن “الجيش الوطني الشعبي يتجه نحو تنفيذ برنامج واسع لعصرنة وتجديد قدرات المعركة لديه بغية التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية التي من شأنها رفع تحديات الدفاع الوطني وأداء مهامه على الوجه الأمثل”، الشيء الذي يفسر أن جيشه لازال يعتمد على خردة الاتحاد السوفياتي سابقا وكذا لازال يعتمد على تقنيات أكل الدهر عليها وشرب.

فالمسؤولون بالجزائر أصبح همهم فقط مقارنة أنفسهم مع المغرب الذي تقدم خطوات كبيرة في العديد من المجالات، خصوصا مجال الصناعات العسكرية وكذا الأسلحة التي أصبح يتوفر عليها، والتي تخلق الآن الفارق في المنطقة العازلة، وتضع حدا لحياة كل من سولت له نفسه الدخول إليها أو الاقتراب من تراب المملكة المغربية، وهو الأمر الذي أصبح يؤرق بال الكابرانات الذين تيقنوا جيدا أنه أصبح من الصعب على مرتزقتهم التواجد بالمنطقة أو حتى الاقتراب منها، لذلك سارع الكابران شنگريحة مرة أخرى للتهديد والوعيد دون أن يقدر على تنفيذ تهديداته لأنه يعلم جيدا أن مصيره قد يكون كما وقع له في معركة أمكالة حينما اعتقله الدرك الحربي المغربي، قبل أن يتدخل بعض الزعماء العرب آنذاك ويتوسطوا له ورفقة باقي الأسرى الجزائريين لدى الراحل الملك الحسن الثاني الذي أخلى سبيلهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى