الكركرات: بعد لقاء غوتيريرس مع زعيم الانفصاليين، البوليساريو يصر على رفض الانسحاب من المنطقة العازلة

يبدو أن جبهة البوليساريو الانفصالية مصممة العزم على المضي قدما في الإبقاء على حالة التوتر والتصعيد، في أفق الاجتماع المنتظر لمجلس الأمن الدولي في نهاية أبريل القادم، لبحث موضوع تجديد مهمة بعثة المنيرسو في الصحراء المغربية.

فبعد اللقاء الذي جمع أمس الأول الجمعة، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بمقر المنظمة الدولي بنيويورك، مع قائد الانفصاليين ،ابراهيم غالي، وهو اللقاء الذي رتب في آخر لحظة ، وكان الهدف منه حث هذا الأخير على سحب مليشيات البوليساريو من المنطقة العازلة بالكركرات ،بقي هذا الأخير مصرا على  الصعيد ورفض الانصياع إلى دعوة غوتيريس والالتزام  ببنود اتفاق وقف اطلاق النار لسنة 1991.

فقد نقل موقع ” Inner City Press ” عن المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء، كريستوفر روس ، قوله إن غوتيريس يريد إطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، لكنه ينتظر “مبادرات من جانب” الأطراف، في إشارة إلى جبهة البوليساريو، التي ترفض الانسحاب من المنطقة العازلة بالكركرات بين الصحراء المغربية وموريتانيا .

وكان المغرب قد قرر في 24 فبراير الماضي الانسحاب من جانب واحدة من الكركرات ، استجابة لدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة ، التي جاءت خلال اتصال هاتفي بين غوتوريس والملك محمد السادس ، حسبما أعلن في حينه بلاغ للديوان الملكي.

وأوضح روس في ذات التصريح أن لقاء الأمين العام الأممي وغالي كان “لقاء وديا مطولا، وتلاه لقاء موسح بحضور أعضاء الوفدين”.

كريستوبر روس، الذي سبق له أن قدم استقالته من منصبه، دون أن يؤشر عليها حتى الآن الأمين العام للأمم المتحدة، لم يرغب في الحديث أكثر، مكتفيا بالإشارة إلى أن الطرف الآخر، أي البوليساريو ، أبقى على تواجده  بالمنطقة العازلة، مشيرا إلى أنه (البوليساريو) يحتاج إلى مزيد من الوقت للتفكير في الانسحاب.

ومن هنا، يظهر جليا سوء نية الانفصاليين وتصميمهم المضي قدما في التصعيد والإبقاء على التوتر أطول فترة ممكنة في أفق الاجتماع الدوري المقبل لمجلس الأمن مع نهاية أبريل القادم للنظر في مسألة تجديد مهمة بعثة المنيرسو.

والملفت للانتباه كون المنابر الدعائية للانفصاليين  لم تتطرق إلى الانسحاب ، مكتفية بالإشارة إلى اجتماع غوتيريس بابراهيم غالي، الذي قالت إنه تناول “استعراض التطورات الأخيرة المتعلقة بجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية(…).

وأضافت أنه خلال هذا الاجتماع أكد رئيس البوليساريو مجددا “إرادة الجانب الصحراوي في التعاون بشكل بناء مع الأمين العام الأممي ومع مبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم” للنزاع.