المسيرة الحمراء للنهج الديموقراطي العمالي لتحرير سبتة ومليلة! – برلمان.كوم

استمعوا لبرلمان راديو

17:45 - 21 مارس 2023

المسيرة الحمراء للنهج الديموقراطي العمالي لتحرير سبتة ومليلة!

برلمان.كوم - بقلم: محمد العربي الشلح

وأخيرا قرر النهج الديموقراطي، الذي تحول اسمه منذ آخر مؤتمر له في يوليوز 2022 الى «النهج الديمو قراطي العمالي»، تحرير سبتة ومليلية!
(تصفيق طويل وشعارات :
برّاجع يا رفيق ما زلنا على الطريق!
سبتة ومليلة .. والجزر الجعفرية )..
فالواضح أن النهج الديموقراطي العمالي الجديد وأمينه العام الجديد «جمال براجع » يسعيان إلى طرح تحرير المدينتين السليبتين على .. الأمم المتحدة وذلك بادراج قضية المدينتين في جدول أعمال اللجنة الرابعة المنشأة لهذا الغرض.
فقد أعلن ذلك في بيان له، تطلب منا قراءته وإعادة قراءته مرات عديدة، ثم التحري بكل الوسائل المهنية المشروعة، لأثبات أنه بالفعل صادر عن النهج الجديد، وليس بيانا مفبركا من نوع «فيك نيوز»!
وبعد أن تأكد لنا بأنه صادر عن رفاق الحريف وبراهمة وغيرهما من القادة، استطعنا الإيمان بأن المعجزة ليس منعدمة، ولا نادرة وأنها يمكن أن تكون من نصيب «البولشوفيين» الجدد، رفاق ماركس وانجليز !!
ومن المعجزات حقا أن النهج يريد أن يتصرف وكأنه دولة قائمة الذات، ليست في حاجة إلى دولة المغرب للتقدم بملف تحرير المدينتين!!
فحسب المباديء المنظمة للجنة الخاصة بتصفية الاستعمار، أي اللجنة 24 المنشأة بقرار الجمعية العامة 1654، فإنها مكلفة بدراسة تطبيق القرار 1514 الصادر في 1960 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وتقديم اقتراحات وتوصيات بذلك، وهي كلجنة تستعرض سنويا قائمة الاقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي .. والأهم في ذلك هو أنها «تستمع لبيانات مقدمة من ممثلي الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي «.!
وعليه فإنها «طاحت وصبناها« وقرر النهج أن يكون «هؤلاء» الممثلين! !
لنفترض بدون جدل أنه تقدم لتمثيل ساكنة المدينتين ، فهل سينجح؟
كل شيء ممكن بالنسبة للتيار البروليتارية الجديد الذي ما زال يؤمن بـ
«بناء المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي » الذي تقيم فيه البروليتاريا ديكتاتوريتها الطبقية وتقيم المشاعية الكبرى!!
يبقى عليه فقط أن يقنع المغاربة بذلك قبل اقناع الأمم المتحدة، فهو يتنكر لنفس الأرضية الأممية فيما يخص الصحراء المغربية..!
علما أن القرار الصادر كأرضية فيما يتعلق بتصفية الاستعمار. واللجنة نفسها كان المغرب قد عمل كثيرا من أجل أن ترى النور!
ولما أنهى المغرب استعمار الصحراء، قام من ينكر عليه ذلك ومنها السلف الغير الصالح للنهج الذين اعلنوا مساندة الجمهورية الصحراوية.
وغير بعيد عنا ما عمله النهج عندما كان المغاربة كلهم في قضية الكركرات على نغمة وطنية واحدة، في حين أعلن هو أنه مع «حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير«..!
ولنعد الى تلك اللية من 2020 عندما أصدرت الأمانة العامة للنهج اللينيني الماركسي بيانها تجدد فيه موقفها «الداعي إلى اعتماد المواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة لحل قضية الصحراء الغربية (كذا) للوصول إلى حل متفق عليه، بما يضمن حق الشعب الصحراوي(كذا) في تقرير مصيره ..»!!!!
واليوم تدعو نفس القيادة إلى آنها ستعمل »بجماهيرها« الوطنية العارمة من أجل تجاوز الدولة »المخزنية الاوليغارشية الكمبرادورية » وتأزيم النظام بشعار الوطنية.. ومفارقة النهج الجديد أن الدولة دولة «احتلال في الصحراء لا تؤمن بحق الشعب الصحراوي» في تقرير المصير ، ولكنها نفس الدولة المقصرة في الوطنية مواجهة الاحتلال في سبتة ومليلة وهو نفسه الذي طردته من الصحراء!
هل هناك معنى ما لهذا التناقض؟
بلى وفعلا !!!
فعلى مستوى التاكتيك المرحلي سيفعل ما يلي :
أولا: سيطالب النهج بتحرير سبتة مليلية باعتباره ممثلا وحيدا وشرعيا لشعبهما.
ثانيا: سيعلن عن دفاعه عن حق تقرير المصير في سبتة ومليلية.
ثالثا: سيعلن نضاله من أجل قيام دولة سبتة ومليلية الصحراوية العربية الريفية الاندلسية الشقيقة..!
أما على مستوى التكتيك البعيد فهو سيعاقب اسبانيا لأنها لم تستمر كدولة مديرة للشؤون في الصحراء واختارت أن تساند حق المغرب في صحرائه. نوهت بالحكم الذاتي كمقترحات امبريالية استعمارية كولونيالية جديدة !!!!!.
( تصفيقات حارة وشعارات…)!
والدليل ذلك هو أن بيان النهج لا يقبل «جعل المدينتين وسيلة للضغط السياسي من حين لآخر فقط وليس قضية مبدئية لجلاء الاستعمار،«!!!
والحال أنه أول مرة نسمع له رأي في ما يقول به المغاربة منذ عقود طويلة جدا..
ولعله آخر من سمع بهذه القضية، ولولا مواقف مدريد الاخيرة التي أغضبته في
«أم القضايا التحريرية» في الصحراء، لما فكر في الملف بالمطلق ولما سمعنا له هزاً!.
والغريب أن النهج نفسه، الذي غرد باستمرار خارج السرب الوطني في القضية الاساسية للمغاربة هو نفسه الذي يوجه «نداء الى الأحزاب السياسية المغربية بتشكيل جبهة لمواجهة الاستعمار الإسباني في المدينتين»!
ما الذي حدث؟
يبدو أنه يريدها مسيرة حمراء تليق بالراية اللينينية التاريخية وليس المسيرة الخضراء التي حررت الصحراء، وقد تكون القضية كلها في الألوان..!

اترك تعليقا :
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *