الأخبارمجتمعمستجدات

المغاربة يكتوون بغلاء أسعار اللحوم الحمراء والمهنيون يؤكدون فشل المخطط الأخضر والإجراءات الحكومية

الخط :
إستمع للمقال

يكتوي المغاربة خلال الأسابيع الأخيرة، بزيادات جديدة في أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 100 درهما، الأمر الذي يعمق أكثر من تدهور القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.

وخلفت هذه الزيادات حالة استياء وسط الشارع المغربي، إذ تنضاف إلى استمرار أزمة المحروقات وما تخلفه من تداعيات وخيمة على غلاء مواد غذائية أخرى، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان الكريم حيث يتزايد الطلب عليها.

وشرعت الحكومة خلال اجتماعها الأسبوع الماضي، في إقرار تسهيلات على استيراد الأبقار من الخارج، من أجل ضمان تموين السوق المغربية باللحوم الحمراء، بعد ارتفاع أسعارها بشكل مهول، حيث صادق مجلسها على المرسوم رقم 2.23.47 بتغيير المرسوم رقم 2.22.818 الصادر يوم 19 أكتوبر 2022 المتعلق بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة.

وأوضحت الحكومة، حينها في بلاغ لها، أن هذا الإجراء جاء لـ”ضمان تموين عادي للسوق المحلي من لحوم الأبقار، وذلك بسبب الجفاف الذي عرفته بلادنا وارتفاع أسعار أعلاف الماشية إثر ارتفاع الأسعار العالمية وكذا الزيادة في تكاليف إنتاج اللحوم الحمراء مما أدى إلى خفض العرض من الحيوانات المخصصة للذبح”.

وتعليقا منه على استمرار غلاء أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب، رغم اتخاذ هذا الإجراء، أكد محمد الذهبي، الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن بما فيها قطاع اللحوم، أن التدخل الحكومي المذكور لم يؤثر بشكل إيجابي على أسعار هذه المادة والتقليص من الأثمنة التي يطالب بها المهنيين.

وأفاد الذهبي، ضمن تصريح لـ ”برلمان.كوم”، أن هذا الوضع يتطلب السماح ولو بشكل استثنائي لمدة محددة من أجل استيراد اللحوم الطرية عوض المجمدة، لما تطرحه هذه الأخيرة من إشكاليات لدى المهنيين، خصوصا وأن إسبانيا تتوفر على مجازر إسلامية غير بعيدة عن المغرب، أمام القرب الجغرافي بين البلدين، مما يسهل من عملية الاستيراد في ساعات.

وشدد المتحدث، على أن تبني هذا المقترح الذي يطالب به المهنيون، من شأنه ضمان العودة إلى أسعار معقولة للحوم الحمراء (65 درهما)، مبرزا أن ذلك يجب أن يتم عبر مراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للحوم الطرية المستوردة من الخارج.

وحمل الكاتب العام للاتحاد العام للمقاولات والمهن مسؤولية أزمة اللحوم الحمراء بالمغرب، لفشل مخطط المغرب الأخضر، مؤكدا: ”اليوم نجني ثمار فشل هذا المخطط، لذلك وجب إعادة النظر فيه وتقييمه بشكل كامل، لأن نجاحه كان سيجنبنا هذا الوضع”.

وفي هذا الإطار، سجل المهني ذاته، غياب تنزيل بعض الوعود الحكومية، بينها فتح 16 مجزرة جهوية كما قضى بذلك المخطط المذكور، فضلا عن تراجع نسبة القطيع ببلادنا.

وفي سياق ثان، دعا الذهبي، الحكومة إلى ضرورة فتح الحوار مع المهنيين العاملين في قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب، قصد الاستماع إليهم والأخذ بمقتراحتهم لوضع رؤية مستقبلية في هذا المجال، منبها إلى عدم استفادة الفلاحون الصغار من الدعم المخصص لهم، بسبب بعض الشروط التي تفرضها الحكومة.

ولفت المتحدث لـ ‘‘برلمان.كوم”، إلى أن هذا الوضع لا يتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا وأن غلاء اللحوم الحمراء بأسواق المملكة يتزامن مع ارتفاع أسعار الدجاج والخضر والفواكه، إلى جانب المحروقات وغيرها من المواد الضرورية.

وكان موقع ‘‘برلمان.كوم”، قد رصد في وقت سابق أراء وارتسامات المواطنات والمواطنين بشأن الزيادات التي طالت اللحوم الحمراء بالمغرب، حيث أكد عدد منهم عدم قدرتهم على تحمل هذا الوضع، مما ينذر بحرمانهم من هذه المادة، أمام تدهور قدرتهم الشرائية بفعل أزمة التضخم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى