اخبار المغربتكنولوجيامستجدات

المغرب يعزز قدراته الدفاعية عبر شراكة استراتيجية مع الهند

الخط :
إستمع للمقال

وقّعت شركة “تاتا أدفانسد سيستمز ليمتد” (TASL)، إحدى الشركات البارزة في قطاع الدفاع الهندي، اتفاقية مع المغرب لتزويده بمنصة المركبات المدرعة “WhAP 8×8″، وهي مركبة متعددة المهام، حيث تشمل الصفقة تصدير 150 وحدة مبدئيا، إلى جانب إنشاء مصنع محلي في الدار البيضاء تحت اسم “تاتا أدفانسد سيستمز المغرب” (TASM)، مما يمهّد لإنتاج أكثر من 400 مركبة على المدى الطويل، مع رفع نسبة المكونات المحلية من 35% إلى 50%.

ومن جانبها، تعتزم القوات المسلحة الملكية تطوير نسخ متخصصة من “WhAP”، تشمل طرازات مزودة بمدافع 105 ملم و120 ملم، إضافة إلى نسخة طبية، ما يعكس سعي المغرب إلى تحديث قواته المدرعة وتعزيز مرونتها العملياتية. فيما تتميز المركبة بوزن يتراوح بين 20 و27 طنا وفقا للتجهيزات، وتعتمد على محرك ديزل كومينز بقوة 600 حصان، مما يمنحها قدرة عالية على المناورة عبر مختلف التضاريس، كما زُودت بأنظمة حماية متقدمة ضد الأسلحة الصغيرة والعبوات الناسفة، مع إمكانية تزويدها بأنظمة حماية نشطة لزيادة مستوى الأمان في ساحة المعركة، سواء في المهام القتالية أو عمليات الإخلاء الطبي.

خلال التجارب التي أجراها الجيش المغربي عام 2022، أثبتت “WhAP” تفوقها على المركبة الصينية Type-08، مما منح “TASL” فرصة لتعزيز وجودها في السوق المغربية والإفريقية. فيما قد أُعلن رسميا عن الصفقة خلال معرض الطيران بمراكش 2024، حيث أبدت عدة دول إفريقية اهتماما بهذه المنصة، ما يدعم طموح الهند في توسيع صادراتها الدفاعية داخل القارة.

وفي سياق متصل، أكد سوكاران سينغ، الرئيس التنفيذي لشركة “TASL”، أن المصنع الجديد في الدار البيضاء لن يكون مجرد وحدة إنتاج، بل سيشكل مركزا للتصدير ونقل التكنولوجيا، مما يعزز القدرات الصناعية الدفاعية للمغرب ويوفر فرص عمل محلية. إذ يأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية المغرب لتعزيز استقلاله الدفاعي، عبر تصنيع مركباته المدرعة محليا وتقليل اعتماده على الواردات الأجنبية، حيث يرسّخ المغرب مكانته كمركز لصناعة الدفاع في إفريقيا، ما يفتح أمامه آفاقا جديدة لتصدير المعدات العسكرية لدول الجوار.

وتعد هذه الصفقة خطوة استراتيجية للمغرب في تعزيز قوته العسكرية، وفي الوقت نفسه، تمنح الهند فرصة لتوسيع حضورها في السوق الإفريقية، مما يجعل التعاون بين البلدين نموذجا ناجحا للشراكات الدفاعية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى