الملك محمد السادس يرسم خارطة طريق جديدة استجابةً لتطلعات جيل Z

في خطاب تاريخي أمام البرلمان، جسّد جلالة الملك محمد السادس نموذج القيادة الرشيدة التي تُصغي بعمق إلى نبض المجتمع، خصوصًا جيل الشباب المعروف بجيل Z، الذي يشكّل اليوم قوة دافعة في المشهد الوطني، ورافعة أساسية لبناء مغرب المستقبل. لقد جاء الخطاب الملكي الأخير كوثيقة توجيهية ودستورية تُعيد رسم ملامح العلاقة بين الدولة والمواطن، وتُحدد أولويات المرحلة المقبلة بروح من المسؤولية والشفافية.
منذ اعتلائه العرش، جعل جلالة الملك الإنسان المغربي في صلب كل السياسات العمومية، غير أن خطابه الأخير حمل نَفَسًا جديدًا يعكس وعيًا متقدمًا بتحولات العصر الرقمي، وتطلعات الشباب الذين يبحثون عن فرص حقيقية للمشاركة، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، والمواطنة الفاعلة. وبذلك يكون جلالته قد استجاب بشكل دستوري ومؤسساتي لمطالب جيل Z، مستندًا إلى أحكام الدستور التي تجعل من الملك ضامنًا لحقوق المواطنين، وحَكَمًا بين المؤسسات.
وقد تميّز الخطاب بتوجيهات دقيقة للحكومة والبرلمان والمؤسسات الدستورية، من أجل إعادة ترتيب الأولويات بما يخدم المواطن أولًا، ويضع الكفاءة والنزاهة والنجاعة في قلب العمل العمومي. دعا جلالته إلى تسريع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز العدالة المجالية، وتحسين الخدمات العمومية، مع التأكيد على أن الإصلاح لا يتحقق بالشعارات بل بالعمل الميداني والنتائج الملموسة.
كما أولى جلالته اهتمامًا خاصًا بالشباب، داعيًا إلى إشراكهم في صياغة السياسات العامة، والاستماع إلى آرائهم، ودعم مبادراتهم الابتكارية في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر والرقمي. لقد عبّر الخطاب بوضوح عن إيمان جلالته بأن جيل Z ليس جيل احتجاج، بل جيل اقتراح وبناء، يمتلك ذكاءً رقميا، وحسًا وطنيًا متجددًا، ورغبة صادقة في المساهمة في تنمية بلاده.
ولا يمكن قراءة هذا الخطاب دون الإشادة بالحكمة والرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة، الذي استطاع أن يحوّل مطالب الشارع إلى برامج عمل مؤسساتية، وأن يجعل من التجاوب مع الشباب واجبًا وطنيًا لا خيارًا سياسيا. فبخطابه هذا، رسم الملك خارطة طريق لمغرب جديد، أكثر عدلاً وإنصافًا وابتكارًا، يقوم على الثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع.
إنها لحظة تاريخية تؤكد مرة أخرى أن الملك محمد السادس هو ملك الإصغاء والتحول والإصلاح، وأنه ما يزال كما عهدناه قريبًا من شعبه، حريصًا على أن تبقى الدولة المغربية في تفاعل دائم مع أبنائها، وفي مقدمتهم شباب جيل Z الذين يشكلون اليوم قلب المغرب النابض وأمله الواعد.





