

في خطوة تعكس ريادة المملكة المغربية على المستوى الدولي، أعلن المجمع الشريف للفوسفاط يوم أمس السبت، عن توقيع اتفاقيات تفاهم مع أهم منتجي الأسمدة في القطاعين العام والخاص بالهند، من أجل تزويد هذه الأخيرة بـ 1.7 مليون طن متري من الأسمدة.
ويأتي ذلك، بهدف ضمان الأمن الغذائي للهند، حيث سيتم تزويدها بالكمية المذكورة، وفقا لبلاغ صادر عن المجمع الشريف للفوسفاط، برسم الموسم الفلاحي خلال الاثني عشرة شهرا المقبلة.
وأفاد المصدر ذاته، أن توقيع هذه الاتفاقيات مع منتجي الأسمدة الهنود حضرها كل من رئيس المجمع الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، ووزير الصحة والمنتوجات الكيماوية والأسمدة في الهند، منسوخ ماندافيا، وسفير الهند بالمغرب شري راجيش فايشناو.
وبحسب المصدر، سيزود المجمع الشريف للفوسفاط، الهند بـ 700 ألف طن من الأسمدة، التي تستجيب للطبيعة الخاصة للنباتات والزراعات، فيما سيمكن الفلاحين الهنود من مليون طن من الأسمدة، مشيرا إلى أنه ”ينتظر أن يساعد توفير أسمدة على المقاس للفلاحين الهنود من زيادة المردودية ورفع مداخيلهم”.
وذكر البلاغ، أن الاتفاقيات الموقعة تضم مبادرات مشتركة في مجال البحث والتطوير، بهدف الوصول إلى حلول مبتكرة توفر أسمدة تراعي حاجيات الفلاحين، ملفتا إلى أن الهند من خلال اتفاقياتها مع المغرب ترغب في تأمين إمدادات طويلة الأجل من الفوسفاط الصخري، وهو مادة خام ضرورية لصنع فوسفاط ثنائي الأمونيوم (DAP) والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم (NPK).
وأبرز المصدر، أن الجانب الهندي يرى أن لدى المغرب احتياطيات ضخمة من الفوسفور، وهو عنصر مهم لإنتاج الأسمدة، ولذلك قررت الهند الاتجاه صوب المغرب من أجل تأمين حاجياتها من الأسمدة، خاصة بعد أن علقت جارتها الصين تصدير فوسفاط الأمونيوم، الحيوي لصناعة الأسمدة الفلاحية.
وجاء هذا، بعدما أصبح المغرب رائدا في هذا المجال، حيث تعول مجموعة من الدول عبر العالم على المغرب من أجل تأمين حاجياتها من الفوسفاط والأسمدة، الشيء الذي يفسر تعرضه من حين لآخر إلى مضايقات وحملات معادية، بالنظر إلى المكانة الاستراتيجية التي وصل إليها كقوة إقليمية صاعدة.