
إياكم واستفزاز عزيز هناوي!
وإلا سَوف يُمِيط اللثام، ويَكشف النِقاب، ويُزيل البُرقع عن وَجهِه الآخر الخَبيث!
هكذا تَوَعَّد عزيز هناوي من يُقاطع حديثه أو يُخالفه في الرأي من المغاربة.
فكل ما صَدر سابقا عن الرجل، من مَواقف مُعادية وناصبة للعداء، كانت فقط شَذرات من وَجهه السَمح الجميل!
فعزيز هناوي، والكلام له وليس لغيره، يَعيش بيننا بوجهين، وبشخصيتين، وبأجندتين، وتَسكنه دَولتين ومُقاومتين!!
فرجاءً لا تَستفزوه ولا تُقاطعوه عند الحديث، حتى لا نرى خُبث الرجل في وجهه الثاني كما قال.
فتشكيكات عزيز هناوي بشأن أطماع إيران في الغرب الإسلامي، لم تَكن سوى ملامح من وجهه الجميل!
وسَردياته حول انتقاء العلاقة بين حزب الله والبوليساريو لم تَكن إلا قبسا من “نضارة سُحنة” الرجل التي أدهمتها عوامل تعرية الزمن.
وتكذيبه لناصر بوريطة، وللدبلوماسية المغربية، ما هو إلا رَجع صدى للنسخة المعتدلة للوجه الانفصامي الثاني لعزيز هناوي!!
لكن دَعُونا نتساءل هنا بصوت مَسموع: إذا هذا هو الوجه “المنمَّق الجميل” لعزيز هناوي، فكيف سيكون وجهه الخبيث الذي توعدنا به، وتَعهد بأن يَكشف عنه للتصدي لأسلوب “تحرميات” كما قال؟
فلئن كان الرجل في وَجهه “السمح” يُكذِّبنا ويصدِّق حماس، يُخوِّننا ويَثق في إيران، يَزدري قضايانا المصيرية ويَتماهى مع قضايا العروبة! فكيف ستكون النسخة الثانية الحالكة الخبيثة من شخصيته المنفصمة؟
أكثر من ذلك، فإذا كان عزيز هناوي يَفترش شوارعنا كل يوم مُتظاهرا بنصرة فلسطين، بينما نياط قلبه تَخفق بنبضات خامنئي، وتُسبِّح بحمد حسن نصره الله، وتَلهَج بذكر يحيى السنوار، فكيف سيكون وجهه الآخر يا ترى؟
ومن باب الاحتراز، واستباقا لهذا الوجه الآخر من الشخصية الثانية لعزيز هناوي، لا يَسعنا سوى التَضرُع إلى العلي القدير أن “لا يُرينا الله تلك السحنة الظلماء، ولا يَبتلينا بتلك الشخصية النافقة التي تَوعدنا بها الرجل “.
فنحن لم نَعد نُطيق حتى النسخة البَهية من عزيز هناوي، ولا نستطيع صبرا على شِعاراته الرثة القديمة، ولا نَقوى على تَحمُّل استغلاله السَمج للكوفية الفلسطينية.
فكيف لنا أن نتحمله في وجهه الثاني الذي تَعهَّد بإخراجه من مارده اللعين؟
فالمرجو من عموم المغاربة أن يَستنكفوا عن استفزاز عزيز هناوي، وأن يُجارُوه في تشكيكاته، وفي تكذيباته لناصر بوريطة، وأن يأخذوه على قَدر وجهه الأول، مَخافة الوجه الثاني.
ورجاء المغاربة لسلطات بلادهم، هو رجاء غير مُنقطع الوصل، مثل رجاء الشيعة الذين يَهيم بهم عزيز هناوي.
فالمرجو من الدولة أن تَستجيب لطلبات عزيز هناوي، وتُسدِل عليه من الفضل والعطاء.
وأن تَقبَل أوراق اعتماده كسفير فوق العادة لإيران بالمغرب.
ووزيرا مَفوَّضا مُكلَّفا بتدبير شؤون المقاومة بالرباط.
وأن تَمنحَه وساما من درجة كوفية فلسطينية.
وتُسجي جثته بعد وفاته، بعد عمر طويل، برداء حزب الله الأصفر، وتُردد في جنازته تراتيل أيقونة غناء الثورة جوليا بطرس.
فالرجل مَسكون بولاءات مُتعدِّدة، ويَحمل في قلبه أفئدة هائمة بحب إيران وحماس وحزب الله.
فاللهم احفظنا من كثرة وجوهه وأجنداته، التي لا تَسُر الناظرين لا في خيرها ولا في شرها.