اخبار المغربتكنولوجيامستجدات

الوزيرة السغروشني خلال افتتاح الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا المغرب”: المغرب اختار أن يكون “صانعا للتكنولوجيا” وليس مجرد “متلقّ لها”

الخط :
إستمع للمقال

افتتحت، اليوم الاثنين في مراكش، فعاليات الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا”، الذي يُعتبر أبرز حدث في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال على مستوى القارة، وذلك بحضور ما يقرب 45 ألف مشارك و1400 عارض من أكثر من 130 دولة.

وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أمل الفلاح السغروشني، في كلمتها بالمناسبة، أن المملكة المغربية، بإدراكها العميق لأهمية الثورة الرقمية، تتبنى التحول الرقمي كأداة أساسية للنمو والتقدم، وذلك من خلال إشراك المغرب في بناء المستقبل الرقمي الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأشارت الوزيرة إلى رؤية الملك محمد السادس التي أطلقها في قمة الاتحاد الإفريقي عام 2018، والتي أكدت على أن إفريقيا ماضية اليوم في طريقها لتصبح مختبرا للتكنولوجيا الرقمية، وهو ما يوجه المبادرات المغربية والإفريقية نحو بناء اقتصاد رقمي شامل ومستدام.

كما تحدثت الوزيرة السغروشني عن التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحة أن هذا المجال لم يعد خيارا بل أصبح أداة أساسية لتحقيق التنمية. مشيرة إلى أن 40% من الشركات الناشئة المشاركة في المعرض تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها وخدماتها، وهو ما يعكس التحول الكبير الذي يطرأ على المشهد الرقمي، مسجلة أن الذكاء الاصطناعي اليوم لا يقتصر على التطبيقات التقليدية، بل أصبح يشمل مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي المولّد (Generative AI) والذكاء الاصطناعي المتعدد الأنماط (Multimodal AI)، مما يعزز قدرة هذه التقنيات على التفاعل مع الإنسان بطرق مبتكرة.

وتطرقت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة إلى التحديات التي تواجه إفريقيا في مجال التحول الرقمي، مشيرة إلى أن القارة تواجه عدة فجوات تتطلب حلولا جماعية، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية الرقمية. وأوضحت الوزيرة أن أقل من 1% من مراكز البيانات العالمية توجد في إفريقيا، كما أن القارة تنتج 0.5% فقط من الأبحاث العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الحاجة إلى تطوير الكوادر المحلية المتخصصة في هذا المجال، كما شددت على ضرورة معالجة فجوة البيانات، حيث يتم تجاهل 95% من البيانات التدريبية العالمية للذكاء الاصطناعي الثقافات واللغات الإفريقية، وهو ما يمثل تحديا كبيرا أمام تنمية الذكاء الاصطناعي في القارة.

وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة أن المغرب اختار أن يكون “صانعا للتكنولوجيا” وليس مجرد “متلق لها”. مبرزة أن المغرب قد وضع استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” التي تهدف إلى رقمنة الخدمات العامة وتعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال، فضلا عن خلق فرص عمل في هذا القطاع، كما أشارت إلى بعض المبادرات الملموسة التي أطلقها المغرب في إطار هذه الاستراتيجية، مثل مراكز “جازاري” التي تربط بين البحث الأكاديمي والمجتمعات المحلية لتعزيز الابتكار الرقمي، وأكدت أن أول معهد من هذه المراكز سيتم افتتاحه في منطقة “كلميم واد نون”، وستتبعها باقي المناطق المغربية.

كما تطرقت الوزيرة السغروشني إلى جهود المغرب في بناء بنية تحتية رقمية مستدامة، مشيرة إلى إنشاء “دور حوسبة البيانات المستدامة” لدعم نمو الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى استضافة المغرب لمركز إقليمي للتكنولوجيا الرقمية من أجل التنمية المستدامة، الذي سيعزز التعاون الإقليمي في هذا المجال ويؤكد على دور المغرب الريادي في تطوير التقنيات الرقمية في القارة.

واختتمت الوزيرة كلمتها بدعوة لتعاون جميع الدول الإفريقية لمواجهة التحديات الرقمية، من خلال تطوير قواعد بيانات شاملة ومتعددة اللغات، وتطوير نماذج تكنولوجية تركز على احتياجات القارة، كما دعت إلى تدريب الجيل الجديد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي لضمان أن تكون إفريقيا جزءا فاعلا في بناء المستقبل الرقمي.

وفي ختام حديثها، أكدت الوزيرة السغروشني على أن “عصر الذكاء الاصطناعي ليس سباقا للقلة بل مهمة للجميع”، واختتمت كلمتها بالحكمة الإفريقية: “وحدك تذهب بسرعة، معا نذهب بعيدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى