

عقدت جبهة ”البوليساريو” الانفصالية مؤتمرها السادس عشر على امتداد هذا الأسبوع، وسط تراكم إخفاقاتها المتتالية في تحقيق أحلامها المزعومة، مقابل الدعم المتواصل لمغربية الصحراء وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وانتخب الإنفصاليون يوم الجمعة زعيم جبهة “البوليساريو” الوهمية المدعو إبراهيم غالي لزعامة هذه العصابة لمدة 3 سنوات جديدة، فيما تستمر اليوم السبت أشغال المرحلة الثانية من الانتخابات لإختيار أعضاء مكتب الأمانة الوطنية لجبهة ”البوليساريو” الوهمية.
وعلاقة بذلك، أكد الباحث والمتخصص في قضية الصحراء المغربية عبد الهادي مزراري، أن عقد مؤتمر جبهة ”البوليساريو” ‘الانفصالية يأتي ”في ظل ركام من الإخفاقات المتتالية التي تضرب الجبهة ومن صنعها، وذلك منذ واقعة الكركرات في نونبر 2020، وما تلاها من انهزامات تمثلت في اعترافات دول وازنة كبرى بمغربية الصحراء، فضلا عن استمرار مسلسل فتح قنصليات دول من إفريقيا وأمريكا اللاتينية بمدينتي العيون والداخلة”.
وأوضح مزراري ضمن تصريح لـ”برلمان.كوم”، أن هذه ”الانتصارات التي حققتها الديبلوماسية المغربية ألقت بظلالها على مؤتمر الجبهة، وأظهرت انحسار قدرة الدولة الراعية -أي النظام الجزائري- على تـحقيق أي تقدم للجبهة، بل أكثر من ذلك صدرت قرارات عن مجلس الأمن تؤكد بأن الجزائر طرفا أساسيا في هذا النزاع، وهو ما يفسر أن البوليساريو انكشفت أمام المجتمع الدولي والقوى الكبرى، وأصبحت مطالبة بمرافقة ولي أمرها إلى مائدة المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة”.
ومن خلال مؤتمرها هذا، يضيف الباحث، أظهرت جبهة ”البوليساريو” الوهمية عمالتها للنظام الجزائري، مشيرا إلى أن المؤتمر المذكور أظهر أن المشاركين فيه من اختيار النظام الجزائري بعدما جرى استبعاد العديد من النشطاء الصحراويين الذين تتوجس منهم الاستخبارات الجزائرية، التي بحسب شهادات صحراويين هي من أشرفت على تنظيم المؤتمر وتسييره، سواء من الناحية اللوجستيكية والأمنية وحتى على مستوى محتوى هذا المؤتمر”.
ولفت المتحدث إلى أن جبهة ”البوليساريو” الانفصالية قامت بالحظر الإعلامي لأنشطة مؤتمرها باستثناء حضور أشباه الإعلاميين المحسوبين على النظام الجزائري، لأن الجميع بمن فيهم صحراويو مخيمات تندوف يعرفون أن الجبهة لا تمثل الصحراويين ولم يعد لها أي عمق سياسي أو فكري في نزاع الصحراء المغربية، بالإضافة إلى اتهامها على الصعيدين الإقليمي والدولي بالضلوع في الإرهاب والتهريب”.