الأخبارمجتمعمستجدات

باحث: المنتخب المغربي حقق في المونديال ما عجزت عنه السياسة وهذه عوائد إنجازه التاريخي داخليا وخارجيا

الخط :
إستمع للمقال

قال الباحث المغربي نبيل زكاوي، إن تفوق المنتخب المغربي في مونديال 2022 بقطر، حقق ما عجزت عنه السياسة، مبرزا أن كرة القدم أصبحت لعبة معولمة تساهم في تحقيق الإشعاع العالمي، وتخدم أغراض الدبلوماسية العامة تماما مثل الأشكال الأخرى للثقافة، فهي ملاذ للدولة على الصعيد الخارجي واستمرار لدبلوماسيتها بوسائل أخرى.

وأفاد نبيل زكاوي، وهو أستاذ وباحث في الدراسات السياسية والدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ضمن ورقة تحليلية له، حول “عوائد الإنجاز الكروي للمغرب في مونديال قطر داخليا وخارجيا”، أن الفريق المغربي خلال مشاركته في المونديال “لعب دورا رمزيا في توحيد ما يفرقه الواقع السياسي، بل إنه في ظل أفول المشهد السياسي، أضحى الفريق الوطني الحزب الأوسع تأثيرا في المجتمع المغربي حاليا وبمسافة شاسعة عن أي جماعة أخرى، وذلك بالنظر إلى قدرته على الحشد الجماهيري”.

وأبرز زكاوي، ضمن هذه الورقة، التي توصل ”برلمان.كوم” بنسخة منها، أن ”متابعة مباريات الفريق الوطني ساهمت في خلق إحساس بالتماسك والاستقرار، فقد شكلت لحظات إجماع مجتمعي مهم تربط أكثر الخلطات الاجتماعية والثقافية تمايزا”، إلى جانب ”إذكاء المشاعر القومية، وهي مناسبات لتجديد الثقة في رموز البلد وتعزيز الوطنية بين المشجعين وارتفاع مستوى الفخر الوطني لديهم”.

وتابع الباحث ذاته: “الشعور المشترك بالوحدة الوطنية والهوية مع مؤازرة الفريق الوطني سمح بأن تصبح كرة القدم مجازا لرفاهية البلاد وإمكاناتها، حيث الانغماس الانفعالي في التشجيع قد يكون تعويضا عن طموحات وطنية محبطة أو غير منجزة، كما أن المواطنين المثقلين بضغوط ضيق العيش صاروا ينظرون إلى كرة القدم كفرصة للترقي الاجتماعي، خاصة حينما يعاينون أن جل لاعبي المنتخب الوطني أتوا من أوساط اجتماعية صعبة الحال ومع ذلك استطاعوا أن يثبتوا ذواتهم ويحققوا المجد لأسرهم ووطنهم”.

وأكد زكاوي، ضمن الورقة التحليلية نفسها، التي نشرها مركز الجزيرة للدراسات بداية يناير الجاري، أن الرياضة تحقق ما تعجز عنه السياسة، وقد تكون وسيلة سياسية في بعض الأوقات، تعبر بها الدولة عن عمل سياسي، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن حصيلة مشاركة المنتخب في المونديال ستساهم في تحسين صورة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وعلاقة بذلك، أضاف الباحث أن “حصيلة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع كسياسي وكوزير ستتأثر اطراديا بالحصيلة الإيجابية للمنتخب رغم عدم الرضى الشعبي على الحكومة ككل”.

وأوضح أن القفزة الرياضية التي حققها المنتخب المغربي في المونديال لا تكسب احتراما خارجيا للبلد فحسب، وإنما تعزز مكانته الدولية، حيث إن نتائجه المبهرة دفعت الناس الذين يجهلونه عبر العالم إلى الاهتمام به.

وخلص الباحث، إلى أن بطولة كأس العالم التي تصل مشاهدها إلى مليارات الأشخاص عبر العالم، كانت منصة سانحة للمغرب لا مثيل لها من قبل أي هيئة ثقافية أو سياسية دولية، حتى لو كانت الأمم المتحدة وأجهزتها. وقد ساهم فيها لاعبو الفريق الوطني بالدعاية والترويج لبلدهم على نطاق واسع بشكل لم يقو حتى سياسيوه ودبلوماسيوه على تجسيده.

وكان المنتخب المغربي لكرة القدم، قد حقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق، حيث وصل إلى نصف نهائي كأس العالم بقطر كأول فريق عربي وإفريقي يصل إلى هذا المستوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى