

حل يوم أمس الخميس بالرباط الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، حيث استقبل من قبل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، كما تباحث مع وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمن بالخارج ناصر بوريطة، حول الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وبهذه المناسبة جدد كل من المغرب والاتحاد الأوروبي، التأكيد على سعيهما لتعميق الحوار والتعاون، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والتي يوليها الملك محمد السادس أهمية خاصة.
وعلاقة بهذا الموضوع، قال أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بفاس فؤاد أعلوان، إن زيارة بوريل للمملكة تؤكد على جودة العلاقات الثنائية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنها جاءت ”لتبدد الشكوك حول وجود أزمة صامتة بين الجانبين.
وأفاد أعلوان، ضمن تصريح لـ”برلمان.كوم”، أن زيارة رئيس الدبلوماسية الأوروبية للمغرب ”تترجم إرادة الطرفين لتعزيز آليات التعاون بينهما وتطوير علاقاتهما في مجالات الزراعة والصيد البحري والاستثمار والهجرة والأمن”، وغيرها من القطاعات الأخرى.
وتابع الأستاذ والباحث في العلاقات الدولية، أن هذه المناسبة ”فرصة لتعميق النقاش في سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط الجانبين بما في ذلك بحث إمكانية الإنخراط في برنامج عمل جديد لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يعد طبيعيا في ظل تبوء المغرب مكانة الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية”، ملفتا النظر في هذا الصدد، إلى أن حجم المبادلات التجارية بين الطرفين بلغ حوالي 50 مليار أورو خلال سنة 2021.
وذكر المتحدث، أن زيارة هذا المسؤول الأوروبي الكبير مناسبة أيضا ”لإثارة القضايا الخلافية والمواضيع التي تشكل مصدر قلق، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية حيث يعاتب المغرب على الاتحاد الأوروبي اتخاذه لمواقف رمادية تظهر بجلاء من خلال التصريحات المترددة وغير المناسبة التي يدلي بها من حين لآخر مسؤولو هذا الاتحاد بما فيهم جوزيب بوريل”.
وأبرز أعلوان، أن المغرب ”يطالب الاتحاد الأوروبي بتبني موقف بناء يعبر بوضوح عن دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وهو ما يتماهى مع مكانة المغرب كشريك متميز للاتحاد الأوروبي، كما ينسجم مع مضمون خطاب الملك محمد السادس لشهر غشت 2022 الذي اعتبر فيه قضية الصحراء المغربية بمثابة المعيار الأساسي الذي يقاس به صدق الصداقات وفعالية ونجاعة الشراكات التي تقيمها المملكة”.
ويشار إلى أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل جدد يوم أمس الخميس عقب ندوة صحفية عقدها رفقة بوريطة بالرباط، التأكيد على موقف الاتحاد الأوروبي بشأن قضية الصحراء المغربية، الذي يثمن عاليا الجهود “الجادة وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي.
وأكد المسؤول ذاته، أن “الاتحاد الأوروبي يدعم مسلسل الأمم المتحدة ومبادرات المبعوث الشخصي لأمينها العام، الرامية إلى التوصل لحل سياسي وعادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف، وقائم على التوافق وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
ومن جهة أخرى، شدد بوريل، على أن المملكة المغربية “تعتبر أحد الشركاء الأكثر دينامية والأكثر قربا من الاتحاد الأوروبي”، مبرزا أنها تضطلع “بدور مهم” في الفضاء المتوسطي وفي تنفيذ الأجندة الجديدة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.